المساء اليوم - هيأة التحرير: مرت سنوات طويلة على تحول باريس سان جيرمان إلى فريق قطري بألوان فرنسية، أو فريق فرنسي برائحة الغاز القطري، مع كل ما يعنيه ذلك من رغد العيش وبحبوحة التعاقدات، وفي النهاية يجد الفريق الفرنسي/ القطري نفسه في وضعية كارثية، فقد صرف الكثير جدا من المال.. وحصل على القليل جدا من الألقاب. عندما استحوذ المال القطري على فريق باريس سان جيرمان قال كثيرون إن ذلك يدخل في إطار صفقة فرنسية قطرية من مستوى عال، وهو دعم فرنسا لقطر من أجل الحصول على تنظيم مونديال 2022 وضخ الدوحة للكثير من المال في الفريق الفرنسي الأول من أجل انتشال الكرة الفرنسية من محليتها ووضعها في مصاف أبرز الدوريات في العالم، على غرار الدوري الإنجليزي والإيطالي والإسباني والألماني وغيرها. لكن أموال الغاز القطري فعلت كل شيء إلا تحويل فريق سان جيرمان إلى ظاهرة كروية. فقد تم التعاقد مع فيلق كامل من النجوم من دون أن يؤثر ذلك على مستوى الفريق، الذي ظل ينتصر بسهولة في الدوري الفرنسي، وأحيانا ينهزم بمرارة أمام فرق متواضعة، وعلى الواجهة الأوروبية يتم إقصاؤه باستمرار حتى لو بدا على وشك تحقيق المعجزة. وفي المواسم الماضية تعاقد باريس سان جيرمان مع لاعبين من الصعب أن يجتمعوا في فريق آخر، لاعبون من كل الجنسيات ويتميزون بمواهب كروية خرافية، آخرهم ميسي، الذي التحق بنيمار ومبابي ودي ماريا وحكيمي وغيرهم، وفي النهاية صفر على الشمال. وأكثر من هذا فقد صار باريس سان جيرمان مثل أي فريق في الدوري القطري.. يلجأ إليه النجوم لكي يتقاعدوا ويربحوا الكثير من المال.. وليس لكي يلعبوا ويربحوا الألقاب. في المباراة الأخيرة في عصبة الأبطال أمام ريال مدريد انفجر ناصر الخليفي، الرئيس القطري لفريق باريس سان جيرمان، وقرر أن ينتقم مباشرة من الحكام الذين أداروا مباراة فريقه في ملعب سانتياغو بيرنابيو، وأظهرته الكاميرات وهو يرغد ويزبد ويكسر الأبواب، رفقة مديره التقني البرازيلي ليوناردو، وكأن الهدف الأول للفريق المدريدي الذي سجله بنزيمة هو أصل مشكلة باريس سان جيرمان. ربما كان يلزم ناصر الخليفي الاستماع لنصائح خبراء كرويين حقيقيين عوض تكسير الأبواب. فالفريق الباريسي يمكن تصنيفه ضمن الفرق الاستعراضية وليس الفرق التي تبحث بجدية عن الألقاب، وهذا ما جعل لاعبه الأبرز، كيليان مبابي، يقرر مغادرة باريس صوب العاصمة الإسبانية مدريد مهما كان الثمن، لأنه يريد أن يلعب الكرة التي تقود نحو الألقاب الكبرى، وليس لاستعراض المهارات. ومؤخرا، وجه اللاعب الإسباني السابق والمدرب الحالي ميتشيل غونزاليس، نصيحة من ذهب لناصر الخليفي. قال له إنه يجب تغيير باريس سان جيرمان من فريق استعراضي إلى فريق باحث عن الألقاب، وأنه عوض أن يتعاقد الفريق مع لاعبين نجوم مثل ميسي ونيمار، كان عليه أن يبحث عن وصفة كروية مختلفة، والفريق تعاقد مع مهاجمين أكثر من اللازم، بينما ظل دفاعه مثقوبا. فريق باريس سان جيرمان تنقصه الروح، فالمال يمكن أن يصنع فريقا متخما بالنجوم، لكن من دون روح. فالغاز القطري لا يصنع المعجزات..!