المساء اليوم - أ. فلاح: شهدت الكثير من فعاليات تخليد السنة الأمازيغية الجديدة تركيزا واضحا على اللغة الفرنسية، وبعدها اللغة الأمازيغية، فيما تم إقصاء اللغة العربية بشكل شبه كامل. وفي عدد من الاحتفالات الخاصة لتخليد السنة الأمازيغية 2974 التي يتم الاحتفال بها لأول مرة في المغرب، بدا واضحا وكأن اللغة الأمازيغية الحقيقية هي الفرنسية، وحتى الأمازيغية تم تهميشها بحروف صغيرة جدا، بينما تم الاحتفاء بالفرنسية بشكل مبالغ فيه. ويتخوف مراقبون من أن تسقط احتفالات السنة الأمازيغية في براثن أنصار اللوبي الفرنكفوني، الذين سيهمشون الأمازيغية أيضا، ويعطون الأولوية للفرنسية كلغة رسمية للاحتفالات. وعلى الرغم من أن المغرب يحتفل لأول مرة بهذه المناسبة رسميا في عطلة مؤدى عنها، إلا أن البداية كانت خاطئة، وبدا أن أنصار الاحتفال بالسنة الأمازيغية إما أنهم تجاهلوا عمدا العربية، أو أنهم اقترفوا أخطاء بدائية عادة ما تطبع كل بداية، علما أنه كان من الممكن أن يكتفوا باللغة الأمازيغية فقط. وفي تظاهرة جرت بالمناسبة في ساحة الأمم بطنجة، تمت كتابة الحروف الأمازيغية بحروف صغيرة تحت حروف عملاقة وبارزة بالفرنسية، وهو ما خلق موجة إستهجان من هذا الغباء الذي جعل منظمي التظاهرة يحتقرون لغة عمرها 3 آلاف سنة ويضعونها تحت أقدام لغة المستعمر الذي بقي في المغرب أقل من نصف قرن. وينص الدستور المغربي على وجود لغتين رسميتين فقط في البلاد هما العربية والأمازيغية، ولا وجود للفرنسية أو لغيرها. وكانت الكثير من الاحتفالات بالسنة الأمازيغية التي تمت داخل المغرب وخارجه عرفت حضور مسؤولين وسفراء ومثقفين، كما تجندت القنوات التلفزيونية لنقل الاحتفالات واستضافة محللين لم ينتبهوا إلى أن السنة الأمازيغية صارت فرنسية..!