المساء اليوم - ع. الدامون: تعيش الكثير من المدن المغربية على إيقاع فوضى غير مسبوقة، إلى درجة يحار المرء في فهم إن كانت هيبة الدولة لا تزال قائمة، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيقود حتما نحو الكارثة. في مدن كثيرة تتغنج الفوضى مثل راقصة محترفة، وينتشر البناء العشوائي بشكل مثير، ويتورط مواطنون بلا ضمير في هذه الفوضى غير المسبوقة، بينما عيون السلطة التي لا تنام نائمة جدا، ورجال السلطة صاروا مجرد سلطة.. يعني "شلاضة"... التجار احتلوا الأرصفة ببضاعتهم الزائدة ولا من ينهرهم، بل لكل جرعة من الفوضى مقابل من الرشوة، والسيارات تتراكم على الأرصفة ولا يجد المارة رصيفا يمرون فيه بأمان، والشوارع العمومية تحولت إلى سيرك حقيقي، والتعليم صار مهزلة، والطب مجزرة، والمحاماة بزنس، والصحافة رداءة، وفوق كل هذا وذاك يتسابق مواطنون بسطاء لاقتراف كل الموبقات ضد بعضهم البعض، وكمثال على ذلك هذه الصورة من حي مولاي رشيد بالدار البيضاء، وهي تجل واضح لدرجة الفوضى الشاملة التي تنهب المدن المغربية. هناك تجليات كثيرة جدا للفوضى التي لا ترى بالعين المجردة، وهناك فساد غير مسبوق في كل المجالات، وهناك أشياء كثيرة جدا تصيب الناس بالخوف.. الخوف من كل شيء.. وأسوأها الخوف من الغد. إنها فوضى لا فرق فيها بين لصوص الملايير وناهبي المال العام الذين لا يخشون شيئا، وبين مواطن "بسيط" يحاول أخذ نصيبه من كعكة الفوضى بأي ثمن..! لكن احذروا.. الغد سيء جدا جدا لو استمر الوضع على ما هو عليه..!