المساء اليوم - طنجة: أسدل برنامج "رمضانيات طنجة الكبرى" الستار على أنشطة نسخته الثالثة، بعد أزيد من 3 أسابيع حافلة من أنشطة ثقافية وفنية ورياضية واجتماعية، كان مسك ختامها سهرة باذخة للمديح والسماع مع الفنان المتألق سعيد بلقاضي. وفي الأسبوع الثالث من الرمضانيات، تواصل عقد ندوات فكرية ذات قيمة عالية، مع أنشطة ثقافية وفنية ورياضية، بالإضافة إلى أعمال اجتماعية مثل زيارات خاصة لمركز اجتماعي للأطفال التوحديين، وإقامة نشاط ثقافي واجتماعي مميز في سجن الأحداث بطنجة. وتأتي هذه الدورة استمرارا للدورتين السابقتين من هذه التظاهرة التي صارت طقسا ثقافيا وفنيا بامتياز لا يمكن الاستغناء عنه، والذي تنظمه مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي، بشراكة مع المديرية الجهوية لقطاع الشباب، كما شاركت جماعة طنجة، لأول مرة، في فعاليات النسخة الثالثة من الرمضانيات. واستضافت رمضانيات طنجة الكبرى الصحافي والنقابي المخضرم، عبد السلام الشعباوي، في جلسة حميمية لسرد شذرات من مسار حياة لتجارب وجودية نادرة. وكانت هذه الأمسية جلسة للعرفان وتكريم قامة إعلامية قل نظيرها، حيث جمع الشعباوي بين العمل الصحافي والنضال النقابي، وجايل جهابذة هذا المجال، وهو ما ميزه كإعلامي جريء و مهني حقيقي. وحطمت الجلسة مع عبد السلام الشعباوي كل الأرقام القياسية لأماسي رمضانيات طنجة الكبرى من حيث عدد ونوعية الحاضرين من سياسيين وإعلاميين وحقوقيين ورياضيين، بالإضافة إلى أفراد من أسرته، الذين كانوا ممتنين لهاته المبادرة التي كرمت مسار أزيد من سبعة عقود من حياة رجل تميز دائما بالنزعة نحو النضال والجدية والأنفة. ومصداقا لقوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، حقق برنامج رمضانيات طنجة الكبرى في نسخته الثالثة، الرقم القياسي في عدد الحاضرين في نهائيات حفظ وتجويد القرآن الكريم. وبمشاركة 10 دور ومراكز الشباب، ومراكز السوسيو الرياضية احتضن مركز الاستقبال حسنونة نهائيات حفظ وتجويد القرآن الكريم المنظمة في إطار رمضانيات طنجة الكبرى في نسخته الثالثة حيث عرفت مشاركة 150 حافظا ومقرئا لكتاب الله، في الفئات الثلاث الصغيرة والمتوسطة والكبيرة إناثا ذكورا. وقد أوصت لجان التحكيم بضرورة الاهتمام والاضطلاع على القراءة المغربية حفاظا وتثمينا للطبوع المغربية المتميزة في تلاوة كتاب الله. وعرفت هذه السنة تباري أزيد من 1300 مشارك في شتى الفضاءات، وتم الإعلان عن النتائج والمتوجين في حفل المديح والسماع الذي أحيته الطريقة القادرية البودشيشية يوم السبت 30 مارس. وكان التراث الكناوي حاضرا في الأسبوع الثالث من برنامج النسخة الثالثة من رمضانيات طنجة الكبرى، في سهرة بمسرح المرحوم محمد الرحموني بدار الشباب يوم الجمعة 29 مارس، بحضور جمهور غفير، حيث أحيت الحفل مجموعة "ملوك كناوة"، برئاسة لمعلم عبد القادر الخليفي الشهير بعد القادر حدادة، وسافرت المجموعة بالجمهور إلى التراث الكناوي الأصيل والمصنف كتراث إنساني عالمي من قبل اليونسكو. وفي ختام هذا الحفل، قال عبد الواحد بولعيش، رئيس مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي، إن مدينة طنجة الكبرى التي تحظى برعاية مولوية سامية أضحت تعرف زخما مهما في مختلف الأنشطة، حيث كانت مبادرات المؤسسة سببا في هذا التغيير. مبرزا أهمية الحركية الفنية والثقافية في إشعاع مدينة طنجة الضاربة في"عمق التاريخ وتنوعها العرقي والثقافي والمجتمعي. وفي ندوة فكرية أخرى، احتضنت قاعة الندوات بمركز الاستقبال حسنونة مساء يوم الاثنين فاتح أبريل، ندوة علمية ناقشت موضوع "مدونة الأسرة"، بمشاركة الدكتور محمد العمراني بوخبزة والدكتور علي بولرباح ومن تسيير الدكتور مصطفى الغاشي منسق ندوات في "حضرة الفكر". وناقش المتدخلون عددا من محاور مدونة الأسرة ودورها في تطوير الوعي المجتمعي من خلال فهم المستجدات المتعلقة بهذه القضية التي تحظى باهتمام اجتماعي كبير. وعرفت القاعة حضورا قياسيا، وتم تكريم المشاركين في هذه الندوة وكذا المتوجين في بطولة الألعاب الالكترونية. وفي الأسبوع الثالث من الرمضانيات، واصل الباحث والمؤرخ، يونس الشيخ علي، برنامج "دويرة فالمدينة"، للسفر في تاريخ وذاكرة طنجة وزيارة الفضاءات التي تشكل ذاكرة حية للمدينة. ومساء الأربعاء، كان الحفل الختامي لرمضانيات طنجة الكبرى متفردا مع الفنان سعيد بلقاضي، الذي سافر في مدارج المديح والابتهال. وتألق عندليب المادحين، على رأس مجموعة “رياض الطرب للسماع الصوفي” في قاعة المركز الثقافي أحمد بوكماخ، وتبادل الفنان وجمهوره لحظات من السماع الصوفي والتأمل في الأذكار. وفي الحفل الختامي تم تكريم عدد من جنود الخفاء الذين كان لهم الدور البارز في النجاح المستمر والإشعاع المتواصل لرمضانيات طنجة الكبرى، كما تم تكريم عدد من الفاعلين في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية. وفي اليوم الموالي لاختتام فعاليات رمضانيات طنجة الكبرى، قامت مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي بزيارة لسجن الأحداث بطنجة، حيث نظمت حفل إفطار لفائدة السجناء، مع حفل فني ممتع، وهي عادة دأبت عليها المؤسسة منذ دورتها الأولى، في تأكيد لرسالتها الاجتماعية والإنسانية. وكانت النسخة الثالثة من رمضانيات طنجة الكبرى متميزة بكل المقاييس، حيث استمرت قافلة التفوق تسير و.. تسير، لا تتحدى سوى نفسها، وتهتم بشيء واحد فقط، وهو رفع سقف التحديات في كل دورة جديدة ونيل شهادة تفوق دائمة.