المظاهرات مع غزة: العدالة والتنمية مغضوب عليها من العدل والإحسان

المساء اليوم:

لأول مرة في تاريخ المظاهرات المساندة لفلسطين بالمغرب، وجد حزب “العدالة والتنمية” الإسلامي نفسه في موقف التخوين، بعد أن تم “منعه” من المشاركة في المظاهرة التي جرت مساء أمس السبت بطنجة، وأخرى مرتقبة مساء عيد الفطر.

وبدا مثيرا أن أصحاب “الفيتو” ضد العدالة والتنمية ليسوا سوى رفاق الدرب، العدل والإحسان، الذين اعتبروا أن مشاركة “البيجيدي” في المظاهرة خارج السياق، لأن حزب العدالة والتنمية هو من وقع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.

وكانت الهيأة المعروفة باسم “المبادرة المغربية للدعم والنصرة”، المقربة من حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، دعت إلى المشاركة في مسيرة طنجة استجابة “لدعوة المقاومة إلى النفير العام”، و”لدعوة حركة التوحيد والإصلاح لنصرة الشعب الفلسطيني”، غير أن “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” فرع طنجة، والمشكلة في أغلبها من جماعة العدل والإحسان، رفضت مشاركة المبادرة المغربية للدعم والنصرة في المسيرة بأي شكل من الأشكال، باعتبارها “هيئة وجهة مسؤولة عن توقيع التطبيع مع الكيان الصهيوني”.

ولم يقتصر الأمر على البيان الرسمي، بل إن عددا من حسابات منتمين لجماعة العدل والإحسان هاجمت بحدة المبادرة المغربية للدعم والنصرة ومن خلالها حزب العدالة والتنمية، حيث وجهت له أوصاف من قبيل “المنبطح” و”المطبع” و”المنافق”، وهو ما دفع منتمين لحزب عبد الإله بنكيران إلى الرد بقوة أيضا، ووصفوا الاتهامات بأنها “صبيانية” و”بئيسة”.

ووصف قياديون في البيجيدي موقف العدل والإحسان بأنه قلة للمروءة ومحاولة لاحتكار وتأميم نصرة القضية الفلسطينية.

وقال محمد أمحجور، قيادي لحزب بنكيران بطنجة إن “مجالات السيادة يدبرها رئيس الدولة”، مضيفا أنه ” وفي حالتنا نحن، صاحب الاختصاص هو جلالة الملك بصفته رئيسا للدولة ضامنا لسيادتها”.

وأضاف أمحجور قائلا “وقع الدكتور سعد الدين العثماني -بصفته رئيسا للحكومة المغربية، وبتكليف من جلالة الملك وبحضوره- على الاتفاق الثلاثي، الذي أطلق مسار التطبيع بشكل رسمي”.

وهاجم قياديون آخرون بالحزب بالمدينة موقف العدل والإحسان، من بينهم محمد خيي، الرئيس السابق لمقاطغة بني مكادة، والذي وصف موقف جماعة العدل والإحسان بأنه “بئيس وصبياني”.

ومن غير المعروف إن كانت هذه المواقف المتناقضة بين العدل والإحسان وبين البيجيدي ستنعكس على المظاهرات بباقي المدن المغربية، وحول تأثيراتها المحتملة على المسيرات الكبرى لدعم القضية الفلسطينية، والتي تجري غالبا بالرباط أو الدار البيضاء.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )