المساء اليوم - طنجة قدمت المخرجة والممثلة سناء عكرود فيلمها الطويل الأول "الوصايا" والذي يشارك بالمسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، يوم أمس الأحد، والذي خيب آمال نقاد وحاضرين. وقدمت سناء عكرود فيلمها الأول الذي حاولت فيه الانتصار لحرية المرأة، والتحرر من قيود مدونة الأسرة خصوصا تلك التي تتعلق بالحضانة والنيابة الشرعية، وهو الفيلم الذي كانت سناء عكرود الممثلة محوره الرئيسي مستحوذة على معظم مشاهده. ويحكي الفيلم قصة "ضاوية" التي دخلت في نزاع قضائي مع طليقها بعدما رفع دعوى ضدها لمنعها من حقها في حضانة ابنتها عندما علم طليقها برغبتها في الزواج، إذ تتوالى الأحداث بالاعتماد على حوارات مطولة تظهر فيها بجلاء تصورات شخصية لمخرجة الفيلم دون أي بناء سينمائي رصين. ونشر الناقد فؤاد زويرق تدوينة على حسابه بالفايسبوك قال فيها " فيلم الوصايا تجنبت الكتابة عنه سابقا لانه ليس فيلما سينمائيا أصلا، لكن مادام قد برمج ضمن المسابقة الرسمية لواحد من أهم المهرجانات لدينا في بلدنا فلدي الحق كل الحق في ابداء رأيي وانطباعي ولو بعجالة كواحد من الجمهور المحبط والمغلوب على امره، والحزين على مآل سينماه الوطنية المكلومة" وأضاف قائلا "فيلم ''الوصايا'' من كتابة وبطولة واخراج سناء عكرود، وعندما نقول بطولة هنا فنحن نعني بها البطولة المطلقة المسيطرة حرفيا على كل مشهد بل على كل لقطة وفريم (Frame)، فهي المركز الأوحد والوحيد الذي يتحلق حوله باقي العناصر، وهذا ليس غريبا فهي أولا وأخيرا "صاحبة الكرة"، سناء عكرود هنا -مع كامل الاحترام لها ففي فيلمها هذا ظهرت وصورت نفسها البطلة الخارقة القادرة على مجابهة كل قضايا المرأة والمجتمع، فقد حاولت في أقل من ساعتين التطرق الى كل المواضيع والقضايا الاجتماعية والقانونية والثقافية... التي تعاني منها المرأة فتداخلت كل الخيوط بعضها ببعض وتشابكت لنخرج في الأخير بفيلم هزيل دون قضية، متاهة من التعقيدات المملة أصابتني شخصيا بالملل والضجر" وتابع حول انطباعه عن الفيلم " اعتمدت المخرجة على الحوارات المطولة جدا لكنها فارغة وفقيرة في طرحها، وعلى الخطاب المباشر والمؤدلج مما جعله سطحيا ومباشرا، أكرر هذا العمل لا يمكننا تصنيفه نهائيا ضمن الافلام السينمائية فهو مجرد خطبة دعائية تفتقر إلى العمق الجمالي والدرامي، قدّم المرأة كضحية، وفي نفس الوقت كبطلة مثالية خارقة، في تناقض صارخ غير مبرر متجاهلا الدخول في التعقيدات الإنسانية والاجتماعية التي تشكّل واقعها الحقيقي داخل مجتمع مركب".