المساء اليوم - هيئة التحرير: عندما وقع المغرب اتفاقية التطبيع مع إسرائيل فإن نتنياهو لم يكن في السلطة. غادرها لبعض الوقت بسبب اتهامات بالفساد، لكنه كان يعرف أنه سيعود لأنه "الممثل الأسمى" لعتاة المتطرفين، وإسرائيل، تقتل معتدليها وتمجد متطرفيها. عندما عاد نتنياهو لقيادة حكومة تل أبيب، كان التطبيع المغربي الإسرائيلي قد تم واستوى، ربما لهذا السبب ظل نتنياهو يمارس دور الصعلوك الذي منعوه من دخول اجتماع أو لقاء، فقرر إفساده. ظل نتنياهو يمارس سلوكات صبيانية وحقيرة تجاه المغرب، ولأن المغاربة ظلوا يعتبرونه "يهوديا مزورا"، كما وصفه الملك الراحل الحسن الثاني ذات يوم، فإنه صار يمارس ما يسميه المغاربة "التقلاز من تحت الجلباب"، فيظهر في صور وأشرطة فيديو وخلفه، أو في يده، خريطة تظهر المغرب مفصولا عن صحرائه. كان واضحا أن نتنياهو يفعل ذلك عمدا، والخرائط تظهر بدون سبب، ومرة أمسك خريطة في يده كلها خضراء، بينما بدت الصحراء بلون مختلف، من دون أي سبب منطقي، اللهم توجيه رسالة للمغرب والمغاربة.. رسالة غبية فعلا.. لكنه أراد إيصالها لسبب ما. في تلك الصورة (رفقة هذا المقال) يظهر نتنياهو وهو يخفض أصابعه عمدا حتى تظهر الصحراء مفصولة عن المغرب، وكأنه هو من استرجعها وليس تضحيات ملايين المغاربة..! غباء نتنياهو لم يقف عند هذا الحد، فعندما عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وأفصح عن خطة غريبة لتهجير سكان غزة، بدا واضحا أن نتنياهو كان المحرض الرئيسي على ذكر اسم المغرب كوجهة محتملة للنزوح الفلسطيني. فهذا المخلوق لن ينسى أبدا أن المغاربة هم أكثر شعوب الأرض الذين خرجوا في مظاهرات عارمة للتضامن مع الشعب الفلسطيني خلال حرب الإبادة البشعة على غزة. نتنياهو يريد أن ينتقم من المغرب والمغاربة بأي شكل، يريد أن يعطي الانطباع بأن المغرب بدون إسرائيل سيغرق أو يتيه، لذلك نسأل هذا المخلوق أين كانت إسرائيل طوال أزيد من ألف عام من عمر الدولة المغربية، وأين كانت إسرائيل خلال الملاحم الكبرى للمغرب والمغاربة، في فتح الأندلس والزلاقة ووادي المخازن وأنوال.. وغيرها كثير. أين كانت إسرائيل في البطولات الكبيرة للجنود المغاربة في تخوم الصحراء، والقصص المذهلة في الدفاع عن الوحدة الترابية وصون سيادتها. نتنياهو الذي يعتقد أنه سيرعب المغاربة بخارطة من ورق لا يعرف شيئا عن المغرب والمغاربة، وهذا الجهل هو الذي جعله أضحوكة، ومجرما أيضا. يعرف نتنياهو أن التطبيع بالنسبة للمغاربة قضية اقتضتها المصلحة، وأن اليهود جزء أساسي من نسيج المجتمع المغربي، ولا أحد كان في حاجة لظهور حاكم معتوه في تل أبيب لكي يخيفنا بخارطة مضحكة أو مقترح غبي لتهجير الفلسطينيين نحو المغرب. في الختام نوجه لهذا المخلوق نصيحة من ذهب.. انس المغرب والمغاربة واشغل نفسك بأشياء أخرى، وهناك عبارة يرددها كل مغربي عندما يتعرض لاستفزاز من شخص تافه وهي "سير بحالك.. ما نصلحش ليك".. لذلك نقولها مجددا لنتنياهو "سير بحالك.. والله ما نصلحو ليك"..!