المساء اليوم - متابعات: تمكنت السلطات الأمنية الإسبانية من توجيه ضربة بالغة القوة لما يُعرف بـكارتيل البلقان، أحد أخطر التنظيمات الإجرامية العابرة للحدود، والذي يعد الفاعل الحقيقي والمتحكم الفعلي في جزء واسع من شبكات تهريب المخدرات عبر مضيق جبل طارق، خصوصا الكوكايين. وأسفرت العملية الأمنية، بحسب معطيات متقاطعة، عن حجز ما يقارب 2550 كيلوغراما من الكوكايين عالي النقاء، إلى جانب ضبط معدات اتصال ومراقبة متطورة، من بينها أنظمة أوتوماتيكية تُستعمل في تنسيق الإشارات وتوجيه التحركات البحرية، فضلا عن مصادرة أسلحة نارية خطيرة، شملت أسلحة رشاشة، وآلية، ونصف آلية، وذخيرة متنوعة، ما يكشف الطبيعة المسلحة والعنيفة للتنظيم. وتفيد المعطيات ذاتها بأن كارتيل البلقان، الذي ترتكز بنيته التنظيمية على عصابات ألبانية شديدة الانضباط، يهيمن على جزء كبير من شبكات الجريمة المنظمة والتهريب البحري للمخدرات، مع اعتماد منطقة وادي الكبير وإقليم قادس وإشبيلية وملقا كنقاط ارتكاز لوجستي أساسية لتخزين الشحنات وإعادة توزيعها عبر المسارات البحرية. وقد مكنت هذه العملية من توقيف أزيد من 30 شخصا يشكلون النواة الصلبة (الأهلية التنظيمية) للكارتيل، والذين يُشتبه في انتمائهم المباشر للهيكل القيادي والتنفيذي للتنظيم، وتورطهم في التخطيط والتمويل والتنسيق الميداني لعمليات التهريب، في واحدة من أخطر الضربات الأمنية التي استهدفت شبكات الجريمة المنظمة بجنوب إسبانيا خلال السنوات الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن السلطات المغربية كانت قد تمكنت، قبل أيام قليلة، من إلقاء القبض على مجرم ألباني خطير بمدينة أصيلة، كان موضوع مذكرة بحث دولية، وذلك في إطار التعاون الأمني الدولي وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الشركاء الأوربيين، ما يعكس مستوى التنسيق المتقدم بين الأجهزة الأمنية المغربية ونظيراتها الإسبانية والأوربية في تفكيك الشبكات الإجرامية العابرة للحدود وتجفيف منابعها البشرية واللوجستية. وتؤكد هذه التطورات المتسارعة أن المواجهة مع كارتيلات المخدرات لم تعد معركة محلية معزولة، بل تحولت إلى حرب أمنية إقليمية مفتوحة، تدار بالضربات الاستباقية والعمل الاستخباراتي المشترك وتعقب القيادات في مختلف نقاط العبور الاستراتيجية.