بعد بيان “طيابات الحمام”.. إلى فاطمة الزهراء المنصوري: كوني امرأة فعلا..!

المساء اليوم – حكيم. ع:

بشكل مفاجئ، صدر عما يسمى “منظمة نساء الأصالة والمعاصرة”، بيان لا يمكن وصفه سوى أنه صادر عن جمعية “طيابات الحمام”، مع اعتذارنا الشديد لطيابات الحمام الشريفات والمناضلات، لكننا نستخدم هذا التعبير مجازا لا غير.

بيان “طيابات الحمام” الباميات، يبدو أنه كتب في ردهة حمام شعبي بساحة الفنا، تضامنا مع فاطمة الزهراء المنصوري، التي منذ أن أمسكت بتلابيب حزب “الأصالة والمعاصرة”، وهي تدفع به إلى الهاوية، وتصر بعناد غريب على جعله حزبا لها ولعائلتها، وهذه حالة نادرة لحزب سياسي تحول إلى درع بشري لعائلة أو أسرة معينة.

بيان “منظمة نساء الأصالة والمعاصرة” لا يختلف في أي شيء عن بيانات الجاهلية الأولى، حيث ينبغي الوقوف إلى جانب أخيك أو ابن عشيرتك مهما كان متجبرا أو ظالما، بل وتعلن الحرب على الآخرين من أجله.

ومع أن بيان “عيالات البام” لا يمكن أخذه بالجدية اللازمة، إلا أننا لا بد أن نذكر من كتبه ببعض ما يجري حاليا بهذا الحزب، الذي وجد لكي يكون بمثابة الحزب الوحيد، فتحول إلى حزب يقاوم من أجل البقاء ويعيش بأنبوب الإنعاش.

بيان “عيالات الأصالة والمعاصرة” انتقد بشدة كل من ينتقد قيادة حزب “الأصالة والمعاصرة”، وعلى الخصوص زعيمته وفارسته فاطمة الزهراء المنصوري، واعتبر هذا النقد بمثابة تمييز ضد النوع، أي أن الحزب لو كان على رأسه رجل لما تجرأ أحد على انتقاده..!!

ألم نقل لكم، إذن، إنه بيان “طيابات الحمام”، لأن كاتبات ذلك البيان الغبي، لو بذلن القليل جدا من المجهود الذهني، لعرفن أن كل الانتقادات تصب في مجال مطالبة المنصوري بفتح تحقيق، أو تحقيقات، في الفضائح التي يغرق فيها حزب الأصالة والمعاصرة، بدءا بملف الوهابي في جماعة تزروت بمنطقة بني عروس، ومرورا بفضيحة أبو الغالي، وانتهاء بالفضيحية المدوية لعمدة طنجة، منير ليموري، الذي يوجد مستشاره الخاص، حسن المزدوجي، وهو أيضا من البام، في السجن، بسبب حملة غير مسبوقة للسب والشتم ونهش الأعراض في حق رجال شرفاء ونساء عفيفات، تحت إشراف عمدة الأصالة والمعاصرة شخصيا.

عيالات “منظمة نساء الأصالة والمعاصرة” لسن فقط ناقصات عقل ودين، بل ناقصات مروءة أيضا، لأنه من غير المعقول أن يكون عمدة طنجة مشرفا على تدوينات تسب وتنهش في أعراض النساء، بينما تعتبرن مجرد نقد موضوعي للمنصوري “تشهيرا وتمييزا ضد النوع”. ماذا يمكن أن نسمي إذن تدوينات مستشار عمدة طنجة ضد نساء وصفهن بأبشع النعوت، وآذاهن في شرفهن وعرضهن وعرض أسرهن لأفدح الأضرار..؟!

لا نريد أن نستعمل الكثير من عبارات التحقير في حق بيان ما يسمى “منظمة نساء الأصالة والمعاصرة”، لكننا نطالبهن فقط بالاطلاع على ملف مستشار عمدة طنجة وتصفح تفاصيله، أم أن النساء المراكشيات يعتبرن أكثر شرفا وكرامة من نساء الشمال..!؟ مع التأكيد على أن لا أحد مس المنصوري في عرضها وشرفها وذمتها.. بل الجميع يطالبها فقط بالتعامل بحزم مع الفضائح الخطيرة في حزبها.

والمصيبة أن هذا الحزب المسمى “الأصالة والمعاصرة”، منذ ظهوره إلى الوجود وهو يمارس احتقارا ممنهجا ضد الشمال وأهله من النساء والرجال، بحيث يتم تعيين أسوأ المنتخبين في مراكز المسؤولية بمدن المنطقة، وكمثال بارز ما حدث بطنجة حين تم تعيين إسكافي اسمه منير ليموري عمدة على المدينة بعد انتخابات شتنبر 2021.

هذا الإسكافي هو الذي يوجد اليوم في قفص الاتهام بفعل فضيحة السب والشتم في حق أعراض وشرف النساء والرجال، وأيضا بطل فضيحة شيك بدون رصيد تم تقديمه لإدارة فندق شهير بطنجة نظير إقامة ضيوف مهرجان “ماطا” بالعرائش، الذي يرعاه نبيل بركة شخصيا، زوج فاطمة الزهراء المنصوري شخصيا وحرفيا.

هذا العمدة البامي، منير ليموري، هو أيضا بطل فضائح الابتزاز ضد مؤسسات اقتصادية شهيرة، حيث تورط، عبر مستشار الخاص حسن المزدوجي، في الإساءة البالغة لسمعة السياحة بالمغرب، لكن العيون “الكحيلة” لعيالات البام لم تر كل هذا، وتركز فقط على ما تعتبره الحملة “ضد النوع” الموجهة نحو فاطمة الزهراء المنصوري.. المسكينة والمظلومة.. والدريويشة!

فاطمة الزهراء المنصوري التي كان الكثيرون يتحدثون عن كونها الرئيسة المقبلة للحكومة، تأكد أنها لا تستطيع تسيير حتى مطبخ بيتها، فبالأحرى تسيير بلد بكامله، وثبت أنها لا تستطيع رفع سبابتها حتى أمام مجرد عمدة إسكافي مورط في فضائح مجلجلة، فكيف ستقاوم الفاسدين والناهبين..!؟

لو أن المنصوري تحترم نفسها بعد أن عجزت عن مقاومة كل هذه الفضائح، فالأجدر أن تقدم استقالتها من تسيير الحزب على الأقل، وليس الاستمرار في لعب دور “سوبير وومان” والجلوس على كل الكراسي الممكنة، فلا يوجد في العالم كله امرأة عمدة على مدينة كبيرة ووزيرة على قطاعات مهمة ورئيسة حزب “كبير”. بل ربما لا يوجد أيضا رجال يتولون هذه المناصب كلها، ويمكن لمن شاء أن يتهمنا بالتمييز ضد النوع..!

للأسف، فشلت المنصوري في كل شيء، وفشلت أيضا في أن تكون امرأة صارمة وحازمة، مثل الكثير من نساء المغرب الحقيقيات. إنها مجرد زعيمة من ورق تستنجد ببيانات طيابات الحمام.. بيانات تستحق بالفعل جائزة نوبل للنفاق.

كوني امرأة فعلا يا فاطمة.. امرأة حقيقية..  زعيمة فعلية.. قائدة قوية.. ولا تنتظري من البيانات العنترية والمنافقة لطيابات الحمام إنقاذك من ضعفك المربع..!

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )