المساء اليوم - أ. مرادي: بعد الارتباك الذي عرفته الجماعة الحضرية للرباط، والذي جعلها على حافة تفجر تحالفها المسير واستقالة وشيكة للعمدة أسماء اغلالو، يعيش المجلس الجماعي لطنجة أوضاعا مشابهة، مع اختلاف في بعض التفاصيل، والتي يمكن أن تكون أسوأ من مشاكل مجلس الرباط. وفي جلسته الأولى لدورة أكتوبر، قام عمدة طنجة، منير ليموري، عن حزب "الأصالة والمعاصرة" باستباق الأحداث وأصدر بيانا خارج التحالف المسير وتنصل من التزام سابق له بتعيين نائب رابع للعمدة من خارج التحالف، وهو المنصب الشاغر منذ انتخابات شتنبر 2021. ووفق البيان الذي أصدره العمدة، فإنه يرفض أي تعيين لنائب له من خارج التحالف المسير للجماعة، وهو تحالف كان ثلاثيا لكي يتحول إلى تحالف رباعي، فيما كان ممكنا أن يتحول إلى تحالف خماسي في إطار توافق سياسي. وخلق بيان العمدة بلبلة حقيقية وسط التحالف المسير، خصوصا وسط أحد أهم مكونات التحالف، حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث اعتبر رئيس الفريق التجمعي بمجلس المدينة، عبد الواحد بولعيش، صدور هذا البيان قبل يوم واحد من انعقاد الجلسة بأنه نتيجة "سوء نية مبيتة ويفتقر لحس المسؤولية". وعلى الرغم من أن التجمعيين عادوا إلى الهدوء في وقت لاحق بعد وساطات متعددة، إلا أن المجلس الجماعي لطنجة قد بدأ خطواته الأولى نحو الهاوية، حيث أن التخبط الذي يغرق فيه المجلس بسبب ضعف مؤسسة العمدية سيؤدي قريبا إلى احتقان حقيقي قد يؤدي إلى إقالة أو استقالة العمدة. وكان اتفاق مبدئي بين التحالف المسير للجماعة الحضرية يقضي بانتخاب محمد الشرقاوي، عن الحركة الشعبية، نائبا للعمدة، غير أن العمدة تراجع في آخر لحظة عن هذا الاتفاق بعد اجتماع "سري" عقده مع عدد من المنتخبين المقربين منه. والمثير أنه في ليلة عقد الجلسة الأولى لدورة أكتوبر، راجت عبر وسائط التواصل "صفحة أولى" مزيفة منسوبة لجريدة "الأسبوع الصحفي"، والتي تكيل للشرقاوي اتهامات خطيرة جدا وتتهمه بغسل أموال المخدرات المنسوبة لشخص يدعى المراكشي، وهو ما جعل الشرقاوي يلجأ للقضاء في إطار قانون "الجرائم الإلكترونية". وتؤشر الأوضاع التي يعيشها مجلس جماعة طنجة إلى ضعف مزمن في هذه المؤسسة "المنتخبة"، حيث يتنفس ليموري سياسيا بأوكسجين السلطات فقط، حيث سبق لوالي طنجة، محمد مهيدية، أن حذر المنتخبين من مغبة عدم "التعاون" مع العمدة ليموري، وقال لهم بالحرف في اجتماع خاص "من آذاى العمدة فقد آذاني". وبغض النظر عن طبيعة التهدئة الحالية بين العمدة ليموري وبين "حلفائه" فإنه لا يبدو في الأفق مجال للتفاؤل بمستقبل هذا المجلس، خصوصا مع تعاظم سخط سكان طنجة على عمدة يوصف بأنه الأضعف في تاريخ المجالس المنتخبة بالمدينة، والذي تصفه مصادر مطلعة بأنه يمارس حاليا هوايته المفضلة في زرع الريح.. في انتظار أن يحصد العاصفة..!