المساء اليوم - متابعات: في مبادرة تنطلق من علاقتها المتوازنة بين البلدين، عاودت تركيا الحديث عن استعدادها للقيام بوساطة لحل الخلاف بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء. وقال السفير التركي لدى المغرب، عمر فاروق دوغان، إن أنقرة مستعدة لتقريب وجهات النظر بين البلدين. وهو تصريح يدخل في إطار رغبة أنقرة في إيجاد موضع قدم لها في المنطقة ومنافسة فرنسا التي تزعج تركيا في مناطق "محطيها الإقليمي"، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام دولية. وقال السفير دوغان "نحن نؤيد التنمية العادلة في المنطقة، ونحن مستعدون للمساعدة في عملية التقارب بين المغرب والجزائر". وأضاف "ما عليك سوى إلقاء نظرة على خريطة العالم بأسره ومشاكل الحدود بين البلدان كما هو الحال في إفريقيا، لمعرفة الكيانات التي تستفيد من هذا الوضع". وكان السفير التركي قال إن العلاقات بين المغرب وتركيا تعود إلى القرن التاسع عشر، فيما التواجد التركي في الجزائر يعود إلى فترة الإمبراطورية العثمانية. وفي غشت الماضي، استنكرت تركيا تعليقات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "غير المقبولة" و"غير الملائمة" بعد أن اتهم من الجزائر "شبكات" تديرها تركيا وموسكو وبكين بنشر دعاية مناهضة لفرنسا في أفريقيا. ودعا ماكرون خلال زيارة جرت في غشت الماضي إلى المستعمرة الفرنسية السابقة الشباب الجزائري والأفريقي "إلى عدم الانجرار" وراء "التلاعب الهائل" الذي تقف وراءه شبكات تديرها قوى أجنبية "في الخفاء"، تُقدّم فرنسا على أنها "العدو". وأشار إلى تركيا وروسيا والصين، ناسباً إليها "أجندة نفوذ واستعمار جديد وإمبريالية". وتعتمد تركيا على علاقاتها الجيدة مع البلدين المتخاصمين، الجزائر والمغرب من أجل إنجاح وساطتها، حيث باعت تركيا للمغرب طائرات بدون طيار وهناك اهتمام جزائري لشراء طائرات بدون طيار من شركة تركية غير تلك التي تعاملت مع المغرب. وتسلّم المغرب في منتصف سبتمبر طلبيّة أولى من الطائرات التركيّة المقاتلة بدون طيّار من طراز "بيرقدار تي بي 2"، حسب منتدى "فار-ماروك"، وهو صفحة غير رسميّة للقوّات المسلّحة المغربيّة على "فيسبوك". ويسود التوتّر العلاقات بين الجزائر والمغرب، خصوصاً على خلفيّة ملفّ الصحراء، المستعمرة الإسبانيّة السابقة التي يعتبرها المغرب جزءاً لا يتجزّأ من أراضيه، فيما تدعم الجزائر جبهة "بوليساريو" التي تطالب بالانفصال. وتعمّق الخلاف العام الماضي بين البلدين، بعد اعتراف الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب بسيادة المغرب على كامل أراضي الصحراء، في مقابل تطبيع المملكة علاقاتها مع إسرائيل.