المساء اليوم - ع. الدامون: فاز أردوغان بولاية رئاسية ثالثة في تركيا، وقبل ذلك كان وزيرا أول منذ 2003، وقبل ذلك رئيسا لبلدية إسطنبول منذ 1994، وقبلها رئيسا لحزب الرفاه، قبل تأسيس حزب العدالة والتنمية. لن نحلل هنا الأوضاع السياسية في تركيا أو ننبش في سيرة الرئيس أردوغان، بل فقط سنكتفي ببعض النقاط المشتركة بين حزبين يحملان الاسم نفسه، واحد في المشرق وآخر في المغرب، لكن لا شيء يجمع بينهما سوى ما يقال إنها مرجعية دينية، حتى لا نقول إسلامية. عندما أراد أردوغان وأنصاره تأسيس حزب جديد راقهم اسم حزب العدالة والتنمية المغربي، فأرسلوا وفدا إلى إخوانهم في الرباط، واستسمحوهم في منح الاسم نفسه للحزب التركي، وكان لهم ما أرادوا، وهذا باعتراف قادة في الحزب المغربي. منذ ذلك الوقت لا شيء جمع بين الحزبين، وسار الحزب التركي بعيدا في طموحاته، بينما بقي الحزب المغربي يفترس نفسه إلى أن لوح به "البلوكاج" بعيدا في مقبرة النسيان. اليوم، يمكن لأنصار حزب العدالة والتنمية المغربي أن يحاولوا تذوق حلاوة انتصار حزب يشبه حزبهم، في الإسم فقط، لكن عليهم أن ينتظروا سنوات طويلة، وربما عقودا، لكي يعودوا إلى الواجهة السياسية بعد نكبة انتخابات 2021. بإمكان أنصار العدالة والتنمية المغربي أن يتعللوا بالكثير من الأشياء لإظهار أنهم كانوا ضحية قوى فوق طاقتهم، ومن الأكيد أنهم لا يريدون سماع مدى قوة عسكر تركيا وجبروتهم، ومع ذلك صنع الحزب التركي لنفسه مكانا تحت الشمس، وبقي الحزب المغربي يخشى أشعة الشمس ويمارس الانبطاح بمازوشية مفزعة! مشكلة حزب العدالة والتنمية المغربي أنه منبطح أكثر من اللازم، وقادته دراويش بلاط، وأنصاره مجرد مريدين بلا حول ولا قوة، لذلك لا يمكن لهم أن يتوقوا يوما إلى ممارسة لعبة سياسية كتلك التي يقوم بها حاليا حزب العدالة والتنمية التركي.. ولا أن يحلموا بزعيم حقيقي، حتى لو كان اسمه بنكيران. حزبان بالإسم نفسه، واحد في المشرق وآخر في المغرب، زعيم الأول يصنع قدر بلاده، وزعيم الحزب الثاني يجلس في ركن من صالون بيته (الذي أتم تجهيزه حديثا!!) يتحدث في شؤون الدنيا والدين في اليوتيوب ويحضر الولائم والجنائز. قد نكون ارتكبنا تعسفا في المقارنة بين الرجلين.. فالمقارنة لا تجوز مع وجود الفارق.. بل إن بين أردوغان وبنكيران بحر الظلمات..!