المساء اليوم - أنس أمغار: يعيش مستشفى الأمراض الصدرية في جماعة بنقريش، بإقليم تطوان، تأخرا مقلقا في الأشغال، وهو ما سبب ارتباكا في المنظومة الصحية في الإقليم، وخلق مشاكل كثيرة للمرضى الذين يتوافدون على المستشفى من المنطقة ومن مدن مغربية أخرى. ومنذ أن بدأت أشغال الترميم في المستشفى منذ أزيد من أربع سنوات، فإن البطء الكبير ظل ملازما لهذه الأشغال، على الرغم من أن المستشفى يستقطب عددا كبيرا من مرضى المنطقة ومدن أخرى، وهو ما صار يثير تساؤلات حول أسباب ودواعي هذا التأخر الذي سبب أضرارا كبيرة للسكان. وكان مستشفى بنقريش للأمراض الصدرية معلمة صحية في المنطقة، حيث تم بناؤه سنة 1946، إبان الوجود الإسباني، ولعب دورا صحيا كبيرا بحيث كان يستقبل مرضى من منطقة الشمال ومن مختلف مدن المغرب، للعلاج من الأمراض الصدرية وداء السل بفضل موقعه الاستراتيجي الغابوي، قبل أن تسوء أحواله بعد الاستقلال. وكانت وزارة الصحة المغربية قررت إغلاق مستشفى بنقريش قبل بضع سنوات، لإعادة هيكلته، وكان متوقعا أن يعيد فتح أبوابه قبل سنة أو سنتين، غير أن الأشغال ظلت مرتبكة به وتسير بوتيرة بطيئة جدا، وهو ما أثر بشكل خاص على سكان الجماعات القروية الذين كانوا يقصدونه من أجل العلاج، قبل أن يصبحوا ملزمين بالتوجه نحو مستشفى "سانية الرمل" وسط مدينة تطوان، الذي يعرف ازدحاما كبيرا. وكانت الطاقة الاستيعابية للمستشفى خلال العهد الإسباني تبلغ حولي 314 سريرا، متفرقة على طوابقه الثلاثة، ليتدنى دوره الصحي بعد الاستقلال حين تسلمته وزارة الصحة، بحيث أصبح يتوفر على 150 سريرا فقط، لتصبح طاقته الاستيعابية خلال السنوات الأخيرة قبيل إغلاقه إلى بضعة أسرة فقط، بسبب قلة الموارد البشرية في الطاقم الطبي والممرضين، وعدم ترميم الأجنحة والغرف المتلاشية. كما أن العديد من المرافق التي كان يتوفر عليها المستشفى، من قبيل المصبنة، وجهاز الفحص بالأشعة، ومطبخ خاص بنزلاء المشفى، إضافة إلى إصابة قنوات الصرف الصحي، والماء الصالح للشرب، أصيبت بتلف وأعطاب دون إصلاحها، وبعدها تحول هذا المستشفى إلى محجز للمشردين والمتسولين قبل تشيد مركز الإيواء بحي "كويلما" بتطوان. يذكر أن آخر الممرضات الإسبانيات المتطوعات في مستشفى "بنقريش" غادرنه سنة 2015 بسبب تردي وضعيته الصحية بشكل خطير قبل إغلاقه من طرف وزارة الصحة من أجل إصلاحه، وهو الإصلاح الذي يسير حاليا بإيقاع السلحفاة، أو أكثر بطؤا.