تسريبات المحافظة العقارية: مرة أخرى.. لا محاسبة..!

المساء اليوم – هيئة التحرير:

لم يمر وقت طويل على اختراق الأنظمة الحاسوبية لصندوق الضمان الاجتماعي، حتى جاء اختراق جديد على قدر كبير من الحساسية، وهذه المرة للأنظمة المعلوماتية للمحافظة العقارية، وهو ما خلف ردود فعل قوية بالنظر للحساسية الكبيرة لما حدث.

مباشرة بعد هذا الاختراق الجديد بدأت جهات تتبنى العملية، وأيضا بدأت تسريبات كثيرة تتناسل وتحمل معلومات يمكن وصفها بالحساسة جدا حول شخصيات كثيرة تملك عقارات باسمها أو بأسماء الأبناء والأقارب، وهو ما يثير مجددا الكثير من ردود الفعل داخل المجتمع المغربي المندهش، أصلا، أمام هذا التفاوت الطبقي الذي ما فتئ يتوسع يوما بعد يوم.

قد لا يهم كثيرا معرفة الجهة أو الجهات التي قامت بالاختراق في الحالتين معا، سواء في صندوق الضمان الاجتماعي أو المحافظة العقارية، لكن ما يهم أكثر هو هشاشة هاتين المؤسستين اللتان “تلعبان” بأموال خرافية، وفي النهاية يأتي بضعة “هاكرز”، قد يكونون من الهواة، ويشتتون كل المعطيات يمينا وشمالا.

ما تم نشره حتى الآن من تسريبات مجرد نزر يسير لما تم اختراقه، لكن من الغريب أن الجهات الرسمية تتعامل مع الحدث وكأن لا شيء حدث، ولسان حالها يقول “كم حاجة قضيناها بتركها”..!

المعلومات المتوفرة حتى الآن تقول إن البيانات المسربة تضمنت تفاصيل أكثر من 10 آلاف وحدة عقارية من أصل 10 ملايين وحدة تم تسريبها، وتشمل هذه البيانات هوية أصحاب العقارات والأرقام التعريفية للوحدات الخاصة بهم، فضلًا عن عقود البيع والمستندات الهندسية الخاصة بها ونسخ من البطاقات الشخصية وجوازات السفر وحتى المستندات البنكية المتعلقة بمالكي هذه الوحدات.

ويبدو أن كل ما ستقوم بها الجهات الرسمية هي أنها ستستمر في نفي كل شيء، وستستمر أيضا في إلقاء المسؤولية على المخترقين، بينما كان يفترض أن تتم محاسبة مسؤولي المحافظة العقارية الذين يتصرفون في مبالغ خيالية من المال، بينما لا يستطيعون توفير أنظمة حماية معقولة للمعطيات الشخصية والعامة لملايين المغاربة، مهما اختلفنا مع سلوكاتهم القارونية المريضة وجشعهم اللامحدود.

إن ما حدث قبل أشهر في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يتكرر اليوم، بشكل أكثر قوة، مع المحافظة العقارية، وفي الحالتين معا كان يفترض سقوط رؤوس كثيرة لم توفر الحماية اللازمة لقطاع حساس جدا.

وأكثر من هذا، لا نتوقع أبدا أن تتم محاسبة الكثير ممن وردت أسماؤهم وأملاكهم في التسريبات، وهم الذين لا يستطيعون جمع ما جمعوه، بالطرق المشروعة، حتى لا عاشوا مائة ألف سنة..!

كل هذا لن يحدث في بلد له علاقة سيئة جدا مع المحاسبة والعقاب.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )