تقرير ألماني: بوادر تفاؤل باستعادة العلاقات الدبلوماسية الألمانية المغربية كامل نشاطها

المساء اليوم – متابعة:

في تقرير تحت عنوان (هل تعيد الحكومة الألمانية الجديدة الدفء للعلاقات مع المغرب؟)، اعتبر مراسل (DW) الألمانية، كريستوف شتراك، ما قامت به وزارة الخارجية الألمانية مؤخرا بشأن العلاقات الدبلوماسية الألمانية المغربية “هو أكثر من مجرد خطوة رمزية، ويبعث الأمل في إعادة الدفء إلى العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية”.

فحسب التقرير فإن هناك العديد من الجوانب تبعت على التفاؤل في استعادة العلاقات الدبلوماسية الألمانية المغربية كامل نشاطها، “فالمغرب يعتبر في نواح كثيرة بمثابة المحرك لمنطقة شمال إفريقيا بأكملها، وقد شهدت البلاد منذ سنوات عديدة تعاونا ناجحا مع ألمانيا في مشاريع تنموية كثيرة”.

ونقل شتراك، عن مصادر دبلوماسية ألمانية قولها، إن “العلاقات الدبلوماسية الألمانية المغربية شهدت تأزما منذ شهر مارس الماضي، لكن وبعد التغيير الحكومي ترغب برلين في فتح صفحة جديدة من أجل العودة إلى علاقات جيدة وواسعة مع المغرب”، بالرغم من أنه لم يصدر أي بيان صحفي أو تصريح لوزيرة الخارجية الألمانية الجديدة أنالينا بيربوك حول العلاقات المغربية الألمانية.

دبلوماسي رفيع المستوى في وزارة الخارجية الألمانية صرح أنه “من وجهة نظر الحكومة الألمانية فإن من مصلحة البلدين العودة إلى العلاقات التقليدية الجيدة والواسعة”. فبعد أيام قليلة من تولي الحكومة الجديدة في ألمانيا مهامها، والتي يتزعمها الحزب الاشتراكي الديمقراطي ويشارك فيها حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، قامت وزارة الخارجية الألمانية بتحديث المعلومات الموجودة على صفحتها الرسمية بخصوص العلاقات الثنائية مع المغرب، وجاء في هذا التحديث، “المغرب حلقة وصل مهمة بين الشمال والجنوب، سياسيا وثقافيا واقتصاديا”.

كما تضمن التحديث الجديد على صفحة وزارة الخارجية الألمانية، حسب (DW) الألمانية، عبارات لم تكن موجودة  على الموقع سابقا مثل “بالنسبة لألمانيا والاتحاد الأوروبي فإن المغرب شريك مركزي في شمال إفريقيا، ففي الـ10 سنوات الأخيرة قام البلد بإطلاق العديد من الإصلاحات ويلعب دورا مهما في الاستقرار والتنمية المستدامة بالمنطقة”.

لكن “رغم كل هذا الثناء، فإن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تمر بأوقات صعبة في الوقت الراهن بسبب قضايا خلافية لا تقتصر فقط على ملف الصحراء، بل تشمل أيضا قضايا أخرى، وهو ما جعل الحكومة المغربية تقوم بسحب سفيرتها في برلين شهر ماي الماضي” حسب شتراك.

وحول الموقف الحالي من قضية الصحراء، أكد الدبلوماسي الألماني عن موقف بلاده السابق والذي لم يتغير منذ عقود، مشيراً إلى أن ألمانيا تدعم جهود المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا في “مساعيه للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين”. بالمقابل يوجد على موقع وزارة الخارجية الألمانية إشارة إلى مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب عام 2007، حيث اعتبر الموقع أن المغرب من خلال مبادرة الحكم الذاتي قدم “مساهمة مهمة” في حل النزاع.

وشدد التقرير على الدور المهم لمغرب في شمال إفريقيا، وقال إن “الأروبيين يأملون “حاليا في تعاون اقتصادي مع المغرب في مجالات مختلفة مثل الطاقة المتجددة التي يحقق فيها المغرب سبقا على كل البلدان المحيطة به. كما أن الرباط تلعب منذ مدة دورا مهما في حل مقبول للأزمة الليبية”.

كما أشاد شتراك، بالدور الذي يلعبه المغرب في الحوار بين الثقافات والأديان، “ففي زيارته للمغرب شهر مارس 2019 وجد البابا فرانسيس إسلاما محافظا لكنه منفتحا وأشاد بالبلاد باعتبارها “جسرا من أووبا لأفريقيا ومن إفريقيا لأوروبا، كما أنه وبعد اتفاقية التطبيع الأخيرة بين المغرب وإسرائيل أصبحت الأنظار أيضا مركزة على التاريخ اليهودي للمغرب، فالمملكة المغربية هي البلد الوحيد في كافة العالم العربي التي يتواجد بها متحف يهودي”.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )