المساء اليوم – متابعة: بحثُ كُلٍ من المغرب والجزائر عن تحالفات مع دول في المنطقة والقوى الكبرى، يُنذر بمستقبل قاتم للمنطقة المغاربية قد تؤدي بها إلى الانقسام، وهو ما بات واضحاً في 2021، حيث انقسم "المغرب الكبير" إلى محورين: محور المغرب ومحور الجزائر. ومن مظاهر هذا الإنقسام، البيان التونسي الجزائري المُتشرك حول تأسيس "فضاء إقليمي جديد، باسم (إعلان قرطاج)، والذي أثار تساؤلات بشأن الأسباب والأهداف المتوخاة منه، بعد زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى تونس يومي الأربعاء والخميس الماضيين. متابعون للشأن المغاربي اعتبروا زيارة تبون لتونس، تحمل مساعي سياسية غير مباشرة، وتهدف في الأساس إلى إقناع السلطات التونسية بضرورة الانخراط في اتحاد مغرب عربي جديد يستثني الرباط، في خطوة تعكس جرّ الجزائر تونس للاصطفاف في محور ضد المغرب، وهو ما يرفضه الرئيس التونسي قيس سعيد. أوساط سياسية مغاربية وصفت تصريحات الرئيس التونسي خلال لقائه تبون بشأن دعمه لتجسيد اتحاد المغرب العربي، بأنه فشل جزائري في جرّ تونس إلى الاصطفاف خلف الجزائر في التوتر القائم بينها وبين المغرب منذ أشهر. وفي هذا الإطار أشارت (El Español) إلى أن الانقسام الذي تعرفه المنطقة المغاربية حالياً، يأتي بعد أن عقد المغرب تحالفات قوية مع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، فيما الجزائر، حليفة روسيا، تسعى إلى الاتحاد مع تونس وتُعول على الدعم الإيراني. صحيفة "Libertad Digital" الإسبانية من جهتها تساءلت، عن مدى الخطر الذي استشعرته واشنطن وتل أبيب ليدعمان المغرب في موقفه ضد الجزائر؟، وقالت إنه في ظل "التوتر المتصاعد بين الرباط والجزائر، تنزلق إسبانيا بشكل خطير إلى صراع كان يجب أن تنأى بنفسها عنه، لكنها تورطت فيه خاصة بعد استقبال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، للعلاج، بدعم من "محور الشر" بحسب تعبيرها. فالعلاقات المغربية الإسبانية تدهورت بشكل كبير ناهيك عن العلاقات الأميركية الإسبانية، حسب الصحيفة، كما أن موقف مدريد ضعيف "دبلوماسياً" أمام قوى أخرى كالولايات المتحدة الأميركية أو التقليدية على غرار فرنسا، أو ألمانيا، بموقفها الأخير من مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء. فمدريد التي تسعى لضمان مصالحها، تُحاول، حسب الصحيفة، اللعب على توتر العلاقات الجزائرية المغربية لتعزيز تواجدها في الجزائر وإسبانيا اقتصاديا وتجاريا، لكن ما يزيد الوضع سوءا، هو أن "إسبانيا تعتمد على الغاز الجزائري وباتت ضعيفة عسكريا أمام جيرانها، وبعيدة عن واشنطن". ورأت "Libertad Digital" حل المشكلة الإسبانية يكمن في أن تتحالف مدريد مع حلفائها الغربيين التقليديين وأن تحافظ على علاقة ممتازة مع المغرب الذي تتشاطر معه مصالح عديدة، وقال "إذا اتخذنا قرارا سيئا، سنكون قد غيرنا مسار تاريخنا على مدى السنوات الـ50 الماضية ، وسنواجه ضعفا استراتيجيا يضر أمننا ورفاهنا وازدهارنا الاقتصادي، لقد حان الوقت لسياسة رفيعة المستوى، التي ليس لدينا قادة لها".