المساء اليوم - هيأة التحرير: هناك تقليد عريق في هذه البلاد وهو أن مطرب الحي لا يطرب، وينطبق هذا بشكل خاص على الصحافة، التي تجد نفسها، في كثير من الأحيان، مضطرة للجوء إلى وسائل إعلام أجنبية للحديث عن موضوع مغربي خالص. هذه الظاهرة لا توجد في البلدان المتقدمة التي تعتبر صحافتها، بالفعل، سلطة رابعة، لكنها تحدث في المغرب وفي البلدان العربية والإفريقية على الخصوص، حيث الصحافي مشتبه إلى أن تثبت براءته! مقابل هذا الغبن الذي يعيشه الصحافي المغربي، فإن هناك "محظيات" حقيقيات في مجال الإعلام، وهي مجلات وصحف غربية على الخصوص، وحتى عربية أحيانا، والتي تحظى بالحصول على أخبار حصرية من صميم الشأن المغربي، ويبقى على الصحافة المغربية، بعد ذلك، مطاردة ما تكتبه هذه الوسائل المحظية. أبرز هذه الوسائل الإعلامية الأجنبية المدللة في المغرب هي مجلة "جون أفريك"، التي عادة ما تقتنص أخبارا حصرية لا تحصل عليها عن طريق الوحي، بل توضع أمامها على طبق من ذهب من طرف جهات لا تزال تنظر للصحافة المغربية من باب الاستعلاء. غير أن هذا الدلال الذي تحظى به "جون أفريك" اصطدم بالجدار في مناسبتين حاسمتين، الأولى حديث المجلة، قبل أشهر، عن تعديل حكومي وشيك في المغرب، وهو ما صار من الماضي، ثم حديثها عن حضور مؤكد للملك محمد السادس في القمة العربية في الجزائر مطلع نونبر الجاري. هما معا خبران من صميم الواقع المغربي ومن صلب اهتمامات المواطنين، لكن مجلة فرنسية هي من تكفلت بإخبارنا بذلك، رغم أنه لا شيء من خبريها الهامين تحققا، لكن ما تحقق فعلا هو أن مدبري الشأن العام في هذه البلاد لا يزالون يتصرفون بعقلية متعجرفة مع الإعلام المغربي، الذي لا يصلح، في نظرهم، سوى لتصريف بعض الأخبار الزائدة، أما الأخبار الاستراتيجية فلها منابرها الأجنبية المحظية. من المثير أنه بعد 66 سنة من الاستقلال لا يزال المغاربة في حاجة لمجلة فرنسية لكي تخبرهم بما يجري في بلادهم، وكأن المواطن المغربي لا يزال le petit marocain..!