المساء اليوم – متابعة: لجأت حكومة بيدرو سانشيز إلى العاهل الإسباني فيليبي السادس، لإنهاء حالة الجمود التي تطغى على العلاقات بين مدريد والرباط، منذ اندلاع الأزمة بين البلدين جراء استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج من فيروس كورونا بهوية مزيفة، فحسب صحيفة (El Confidencial) الإسبانية فإن "هذه الخطوة تعمق استراتيجية الاقتراب من الرباط دون شروط، التي لم تُقدم من جانبها أي بادرة تقارب في الأشهر الخمسة الأخيرة لتطبيع العلاقة مع جارتها الشمالية". الحكومة الإسبانية تراهن "على العلاقة الطيبة والمميزة التي تجمع بين الملك الإسباني فيليبي السادس والملك محمد السادس، بغية تصحيح الوضع الدبلوماسي المتأزم، خصوصاً وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، الذي سعى "عبر هذه الخطوة الاستراتيجية، إلى تقارب غير مشروط مع الرباط، بعد 5 أشهر من الجمود الحاد في العلاقات"، وفقاً للصحيفة. وقالت إن "سانشيز حاول طوال الأشهر الماضية عدم اللجوء إلى العاهل الإسباني، والعمل وحكومته على إصلاح ما أفسدته أزمة غالي، لكنه في الأخير لم يستطيع وحكومته، مواجهة السلطات المغربية، ولم يجد بدا من اللجوء إلى فيليبي السادس، ما يعني ضمناً أن مدريد تمد يدها إلى الرباط دون شروط". ورأت الصحيفة أن كلمة العاهل الإسباني فيليبي السادس خلال حفل الاستقبال السنوي للسلك الدبلوماسي، "تتشابه مع خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب لالملك محمد السادس في 20 غشت الماضي"، حيث دعا العاهل الإسباني خلال حف استقبال السفراء الجدد، إلى"إرساء علاقات ود جديدة مع المغرب لبدء السير معا لتجسيد علاقات أكثر متانة"، مشددا على أن "الأمر يتعلق بإيجاد حلول للمشاكل التي تهم شعبينا". وأكد فيليبي السادس على ما أسماه "الطبيعة الاستراتيجية للعلاقة مع المغرب بالنسبة لإسبانيا"، وأشار إلى أن كلا الحكومتين "اتفقتا على إعادة تحديد العلاقة بشكل مشترك للقرن الحادي والعشرين، على أعمدة أقوى وأكثر صلابة". وجاء خطاب العاهل الإسباني بضعة أيام على رسائل مشفرة وغير مشفرة، بعثت بها حكومة سانشيز إلى الرباط، من بينها توشيح الوزيرة الإسبانية السابقة آرانتشا لايا بأرفع وسام في البلاد، لإعادة الاعتبار لها بعد إقالتها قبل أشهر بعد تحميلها المسؤولية في دخول زعيم البوليساريو إلى إسبانيا بهوية مزورة للعلاج من فيروس كورونا. كما لامت الحكومة الإسبانية المغرب على ما اعتبرته تساهلا منه في التعامل مع الهجرة السرية، وهو لوم يأتي بضعة أسابيع فقط على إشادة مدريد بالدور المغربي في لجم الهجرة السرية. وبعد ذلك جاء تصريح وزير الخارجية الإسباني بكون إسبانيا غير مستعجلة لتطبيع علاقاتها مع المغرب، ووجه رسالة ضمنية إلى الرباط من كون مدريد لن تغير موقفها بشأن قضية الصحراء. يذكر أن خطاب العاهل الإسباني جاء لدى استقباله عددا من السفراء الجدد المعتمدين ببلاده، بحضور رئيس الحكومة بيدرو سانشيز ووزير خارجيته خوسي مانويل ألباريس، وهو ما اعتبره مراقبون "مجاملة" من نوع خاص من الملك الإسباني للمغرب، الذي يرفض حتى الآن إعادة السفيرة كريمة بنيعيش إلى مدريد بعد سحبها شهر ماي الماضي.