الطاهر الطويل الإعلامي التونسي صالح الأزرق لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، حتى وإن دخل شهر شعبان… إنه يفتح أرقام هاتف برنامجه المباشر «الرأي الحر» على قناة «الحوار» للناس كي يتحدثوا بحرية، ويبرزوا الآراء المختلفة والمتناقضة. ولكن، في الواقع يريد أن يسمع ما يتماشى مع اقتناعاته الشخصية. في إحدى الحلقات الأخيرة من برنامجه، خصص النقاش لاستطلاع آراء المشاهدين حول موضوع تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، التي قال فيها إن بلاده مستعدة للتطبيع مع إسرائيل في اليوم الذي ستكون فيه دولة فلسطينية كاملة. وكما تحدث مَن يدافعون عن موقف الرئيس تبون، أدلى آخرون بدلوهم في الموضوع، مُستنكرين تلك التصريحات التي اعتبروها وصمة عار على سلطات بلادهم. وبقدر ما كان الإعلامي صلاح الأزرق منتشيًا بهذا الرأي الأخير، بقدر ما انتفض في وجه كل مَن يتصل بالبرنامج للدفاع عن موقف تبون. وكان يصرخ في وجهه غير المرئي، قبل أن يقطع الاتصال عليه، ويشرع في إطلاق الأوصاف المشينة في حقه. وختم صاحب البرنامج الحلقة بإبراز موقفه الشخصي بالقول: كيف أغفل الرئيس الجزائري الشهداء الفلسطينيين الذين امتدت إليهم أيدي الغدر الصهيونية؟ هل يمكن أن يتجاهل كل أولئك ويقول إنه مستعد للتطبيع، بغض النظر عن شروط هذه الخطوة؟ إن الشرط المطروح لا معنى له، لأن جرائم الاغتيالات حصلت، وما زالت متواصلة يوميا في الضفة الغربية ولبنان وغيرهما. وفسّر صالح الأزرق التصريحات الجزائرية على أنها محاولة للتقرب من الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة فرنسا. لكن ـ كما قال ـ هناك خيارات أخرى، أفضل بكثير من ذلك الخيار الخاطئ الذي يتعارض مع تطلعات الشعوب العربية الحرة.