حينما يستغيث سكان طنجة: من ينقذنا من “عمدتنا”..؟!

المساء اليوم:

ما اعتقده سكان طنجة كابوسا قصير الأمد، تحول إلى كابوس طويل، طويل جدا، بعد أن أصبح من شبه المؤكد أن “العمدة” الحالي للمدينة، منير الليموري، سيطيل جثومه في هذا المنصب حتى الانتخابات المقبلة، وهو ما يعتبر عقوبة قاسية في حق سكان المدينة.

ومنذ الانتخابات الماضية في شتنبر 2021، تعرض سكان طنجة إلى ما يعتبرونه مقلبا حقيقيا حين تم تنصيب شخص مغمور ومنعدم الكفاءة وخبرته صفر في المجال السياسي، عمدة على المدينة، في حالة تعتبر سابقة حقيقية، ليس فقط في طنجة أو باقي المدن المغربية، بل قد تكون سابقة على المستوى العالمي.

وكان سكان طنجة يمنون النفس بالتخلص بسرعة من الذي يطلقون عليه “عمدة الصدفة”، أو “عمدة الفضائح”، لكن يبدو أن رياح القرارات التي تأتي من فوق لا تجري بما تشتهيه أماني السكان، وبذلك سيستمر هذا الكابوس إلى غاية الانتخابات المقبلة، وسيكون على السكان التحلي بالكثير من الصبر، في مواجهة هذه النكبة التي لم يكونوا يتوقعونها.

ومقابل الرضا بالقضاء والقدر الذي استسلم له السكان، إلا أن تساؤلاتهم لا تتوقف حول سبب تقلد شخص اسمه الليموري لعمدية مدينة بحجم طنجة، حيث لا يزال أغلبية السكان، حتى الآن، لا يعرفون الاسم الحقيقي للعمدة، لذلك يكتفون بتسميته “عمدة الكوارث” أو “عمدة الفضائح”..!

كما لا يعرف الناس سيرة هذا الشخص أو مستواه التعليمي والأكاديمي، وكل ما يتداوله السكان هو أنه كان يملك ورشة لإصلاح وصنع الأحذية، ثم دخل في شراكة مع مواطن إسباني، قبل أن يتم فض الشراكة ويحتكر الليموري الورشة، في ظروف لا تزال ملتبسة.

وهناك تساؤل أكبر يتداوله السكان وهو لماذا قرر حزب “الأصالة والمعاصرة” تعيين شخص مثل الليموري عمدة على طنجة، وهو شخص لم يكن قادرا على حصد 10 اصوات لو كان الترشح لمنصب العمدة مباشرا وفرديا.

وكان السكان ينتظرون، في أي وقت، حدوث تعديلات كبيرة، ليس في الحكومة فقط، بل في مناصب أخرى لمسؤولين و”منتخبين” ثبت فشلهم وانعدام كفاءتهم، مثل عمدة طنجة، لكن لا يبدو أن هذه التعديلات تبدو وشيكة.

ومن المثير أنه في الوقت الذي تم فيه تغيير عمدة العاصمة الرباط، أسماء اغلالو، قبل بضعة أشهر، لأسباب مرتبطة فقط بخلافات سياسية عادية داخل الائتلاف المسير للجماعة الحضرية للعاصمة، إلا أن عمدة طنجة بقي بعيدا عن احتمال التغيير رغم أن المشاكل التي أثارها في المدينة وداخل الائتلاف المسير تعتبر كارثية ولا تقارن بما حدث في الرباط.

كما أن عمدة الرباط السابقة، المنتمية لحزب التجمع الوطني للأحرار، كانت امرأة نزيهة وصارمة، ومشكلتها الوحيدة، على ما يبدو، هو عنادها ومحاولة التطبيق الحرفي للقوانين، وهو ما جر عليها نقمة الأعداء والأصدقاء على السواء.

وفي طنجة تبدو الأمور مختلفة تماما، ومع ذلك يصر حزب الأصالة والمعاصرة على الإبقاء على “عمدة الكوارث”، ويفسر البعض ما يجري بأنه محاولة من الحزب لإعطاء الانطباع بأنه قوي، لكن هذا الموقف قد تكون له عواقب كارثية في الانتخابات المقبلة.

وتسود في المدينة تفاسير تصل حد النكات السوداء حول طبيعة وصول الليموري لهذا المنصب، من بينها أنه لم يحظ بمنصب العمدة لأسباب سياسية أو انتخابية، بقدر ما يعتبر الأمر شبيها بالفوز في لعبة حظ، مثل اللوطو.

ويبدو أن قضية الاقتناع بدور الحظ يلعب دورا كبيرا في تحديد سلوكات العمدة “البامي”، الذي يعرف جيدا أن “جزيرة الكنز” التي اكتشفها هي فرصة لن تتكرر أبدا، سواء بالنسبة له أو بالنسبة لمحيطه، لذلك يتصرف على هذا الأساس، أي أنه يتصرف مثل فيل هائج في متحف قش.

ويتذكر السكان الكثير من كوارث وفضائح العمدة الليموري، والتي سنسرد بعضها في بروفايل لاحق حول سيرة العمدة بعنوان “العمدة الذي لم يكن شيئا.. من يكون..!؟”.

وحتى الآن فإن لا شيء يوقف هيجان الفيل ومن معه، منذ فضيحة التأشيرات بالقنصلية الإسبانية ومرورا بفضيحة التوقيعات المزورة وفضائح سوق الجملة وسوق الأضاحي و الرخص المشبوهة وفضيحة النظافة أيام العيد والبلاغ العنتري المهين للصحافة والأسفار التافهة على حساب المال العام والحالة الكارثية بالبنية التحتية بطنجة وفضائح مستودعات السيارات والمحجز البلدي والمقاهي والمطاعم المحمية وتبذير الملايير من المال العام والتواطؤات مع شركات النقل والنظافة والباركينغ.. والمرأة الشبح.. وأشياء كثيرة.. كثيرة جدا من الأكيد أن حزب الأصالة والمعاصرة سيؤدي ثمنها غاليا في الانتخابات المقبلة بسبب اختيار غاية في السوء.. وغاية في الغباء..!

عموما.. استغاثة سكان طنجة بإنقاذهم من “عمدتهم” لن تجد لها مستجيبا.. في وقت قريب..!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )