المساء اليوم - طنجة: بعد بضعة أسابيع على "حفل" الغذاء الذي أقامه منير ليموري، "عمدة" طنجة على شرف فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة وقياديين آخرين بالحزب، بدأت تتسرب بعض المعطيات التي حدثت على هامش مائدة الغذاء، وبعض هذه المعطيات خطيرة، لكن الحزب لا يزال يتستر عليها. وكان ليموري أقام مأدبة غذاء وصفها حاضرون بأنها تشبه الجنازة، بسبب ما تخللته من متناقضات وغموض ووجوه عابسة وتوتر كبير بين الحاضرين وإفشاء أسرار خطيرة بين القيادة الجهوية للحزب بجهة طنجة. كما أن "لقاء الغذاء" جاء في وقت حرج جدا يعيشه حزب الأصالة والمعاصرة على المستوى الوطني والجهوي، بعد تورط قياداته في فضائح ابتدأت بالاتجار في المخدرات الصلبة ودخولها السجن، وتورط "زعيمته" الحالية، فاطمة الزهراء المنصوري في جملة من الفضائح التي كشفت عن هشاشة مزمنة في طبيعة تسير ها للحزب. ووفق ما أفادت به مصادر مطلعة فإن وجوها بارزة لحزب الأصالة والمعاصرة بالشمال، أبلغت فاطمة الزهراء المنصوري "الطريقة الخطيرة" التي يسير بها منير ليموري مدينة طنجة، واعتبرت ذلك إساءة بالغة للحزب، وأن ذلك سيضر كثيرا بصورة "البام" في الانتخابات المقبلة. وتضيف المصادر أن قياديا بارزا بالحزب في الشمال، اشتكى للمنصوري بأنه تعرض للتهديد والابتزاز من طرف العمدة ومحيطه، وذلك مباشرة بعد أن عبر عن رفضه لما كان يقوم به المستشار الخاص للعمدة، المدعو حسن المزدوجي، الذي يوصف بلقب "انتحاري العمدة"، والذي أدانته المحكمة مؤخرا بسنتين ونصف سجنا نافذا بسبب تهم خطيرة متعلقة بالتهديد والابتزاز والتشهير ودفع شيك بدون رصيد وتهم أخرى، وهي الفضائح التي يطلق عليها الرأي العام اسم "منير مون بيبي". وحسب مصادر "المساء اليوم"، فإن العمدة ليموري كان يوافق على كل ما يخطه المدعو المزدوجي في حائطه الفيسبوكي ضد صحافيين ومعارضين بطريقته في التسيير، وحتى التشهير والابتزاز في حق مؤسسات اقتصادية وطنية، بل تضيف إن العمدة هو من كان يفتي على مستشاره طبيعة التدوينات. وعلى الرغم من أن المنصوري تدرك جيدا تورط العمدة مباشرة في هذه الفضيحة غير المسبوقة، إلا أنها بدت متفاجئة حين علمت بتهديد العمدة لرفاقه في الحزب بعدما طالبوا بوقف تدوينات مستشار العمدة ضد كل من يعارض ليموري في طريقة تسيير المدينة. وتوصل قياديون بالحزب في الشمال بتهديدات واضحة، تضيف المصادر، ومفادها أن ما يقوم به المدعو المزدوجي في حسابه الخاص، أو في صفحات فيسبوكية مشبوهة، من ابتزاز وتشهير وسب وقذف، يعتبر في صالح الحزب، وأن الهدف هو "إخراج مصارين" كل من يعارض حزب "البام". وكان أحد نواب العمدة بالجماعة الحضرية، وهو محمد غيلان، صرح من قبل أنه سمع مباشرة عبارة "إخراج المصارين" في حق من يعارضون العمدة، غير أن غيلان لم يقم بما كان يفترض أن يقوم به قانونيا وهو التبليغ عن هذا التهديد الخطير. وعلى الرغم من الفضائح الخطيرة التي تورط فيها عمدة طنجة في قضايا مثيرة أخرى متعلقة بالعقار والرخص وأشياء أخرى، والتي تستوجب عزله، إلا أن فاطمة الزهراء المنصوري، التي تلقب بابنة الباشا، تتصرف وكأنها تلقت حزب "الأصالة والمعاصرة" هدية على شكل دمية في عيد ميلادها، وبالتالي من حقها أن تتصرف في هذه الدمية كما تشاء، وهو وضع سيقود الحزب إلى كارثة محققة، خصوصا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.