خليلوزيتش والغلاء.. من يرحل أولا..؟!

المساء اليوم – هيأة التحرير:

بداية يجب التنبيه على أنه لا يوجد أي خلط أو خلل في المقال.. فهذه الصورة التي تشير إلى مزيد من الارتفاع في أسعار المحروقات لها صلة وثيقة بالعنوان..

لكن الخلل موجود على أية حال، ففي الوقت الذي ينشغل المغاربة عن بكرة أبيهم بمصير المدرب وحيد خليلوزيتش مع المنتخب، فإن كثيرين جدا لا يأبهون بالارتفاع اليومي والصاروخي لأسعار الغازوال، ففي النهاية ليس مهما هذا الارتفاع، بل المهم هو أن يرحل خليلوزيتش عن المنتخب!

الناس اليوم مجندون، كبيرا وصغيرا، من أجل خوض حملة مقدسة ضد المدرب، بغض النظر إن كان هذا الرجل يستحق أم لا، لكن بالمقابل، صار الحماس يخفت بشكل مخيف تجاه الارتفاع المهول في الأسعار، وعلى رأسها هذه المحروقات التي تحرق في طريقها الأخضر واليابس.

اليوم، سيكون الناس سعداء جدا لو أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إقالة فورية للمدرب وتعويضه بآخر، خصوصا لو تم تعويضه بمدرب مغربي مثل الحسين عموتة أو وليد الركراكي، لذلك فإن أسعار المحروقات مسألة ثانوية، وكثيرا ما يدخل السائقون محطات البنزين وهم يتناقشون بحماسة مفرطة حول المدرب، ويملؤون خزانات سياراتهم بما تيسر، من دون أن ينتبهوا للأسعار، ثم يؤدون الثمن صاغرين وهم يواصلون الجدل حول المدرب.

في كل مكان يتزاحم الناس بسياراتهم ويقفون في طوابير طويلة نحو الشواطئ أو في الشوارع الرئيسية للمدن وكأن أسعار المحروقات بدرهم رمزي، والكثيرون لا يأبهون بأية دعوة لمقاطعة المحروقات، ولو أن أحدا طلب منهم أن يتخلوا عن سياراتهم ولو ليوم واحد في الأسبوع والاكتفاء بالمشي، احتجاجا على غلاء الأسعار، فإنهم سيستنكرون هذه الدعوة، فالمهم لم يعد سعر ليصانص والمازوط، بل مصير خليلوزيتش.

قريبا سينطح سعر المحروقات الـ 20 درهما، وسيخرج الناس إلى الشوارع للمطالبة برحيل خليلوزيتش، كما لو أن منتخبنا مرشح للفوز بالمونديال، وأن هذا الـ”خليلوزيتش” يقف حجر عثرة في طريق ذلك، مع أن منتخبات كثيرة مرشحة فعلا للقب، لكنها تنتفض عند أول زيادة في الأسعار.

غريب فعلا حالنا.. فالناس أعطوا ظهورهم للأسعار وكأنها ترتفع في كوكب آخر، بينما ينشغلون بتفاهات لا تقدم ولا تؤخر، فالمونديال لم يكن يوما ساحة لإنجازاتنا، وأقصى ما فعلناه هو التأهل للدور الثاني في مونديال المكسيك عام 1986، وهو شيء لا يتذكره كثيرون من أبناء هذه الجيل، ومع ذلك لا نزال نفطر بالكرة ونتغذى بالكرة ونتعشى بالكرة ونملأ خزانات سياراتنا ببنزين ينطح اللتر منه العشرين درهما.. ثم نتهم خليلوزيتش بإغراق البلاد!

لله درّنا من شعب..!!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )