المساء اليوم - هيأة التحرير: يقول مثل لاتيني "لا تخلط الخبز بالـ...".. ونحن هنا لن نكمل العبارة لأنها مخلة بالحياء، لكنها واضحة. لا نعرف إن كان جنرالات الجزائر، الذين يمكن أن نسميهم أشقاءنا، يفهمون معنى هذه العبارة وهم يرون تخبط منتخبهم لكرة القدم في منافسات كأس الأمم الإفريقية في الكاميرون، إلى درجة أنهم استعانوا براق، أو ساحر، جاء مباشرة من بلد المليون شهيد لكي ينقذ منتخب المليون جنرال. ومن أجل المزيد من الإنصاف، نقول إننا في بلاد "المروك" لن نخلط بين حمق العسكر وبين الشعب الجزائري، لأن من بعث الراقي إلى المنتخب في الكاميرون ليس الشعب الجزائري بالتأكيد، بل حفنة الجنرالات المهووسين بالتفوق في الكرة، بعد أن خسروا أشياء كثيرة في السياسة. لن نجازف كثيرا إذا قلنا إن همّ جنرالات جارنا الشرقي حاليا ليس المحافظة على حظوظ منتخبهم في منافسات كأس إفريقيا للأمم، بل خوفهم الكبير من أن يفوز المنتخب المغربي باللقب، وهذه ستكون نكسة حقيقية، لكنها ليست نكسة للشعب الجزائري.. فالحمق في هذه الأيام له نياشين كثيرة. نتذكر، في الأمس القريب، عندما فاز المنتخب الجزائري "الرديف" بكأس العرب في قطر، كيف تم استقبال اللاعبين استقبال الأبطال، وظهر الجنرال القوي في البلاد، شنقريحة، ومعه الرئيس "المدني"، تبون، يتوسطان لاعبي المنتخب وهما يحملان الكأس بسعادة تشبه سعادة طفلين فازا بكيس من الحلوى.. بصحّتهم.. لكن الأمر لا يستحق. كان بودنا أن نقول لتبون وشنقريحة أن فوز منتخب الجزائر بالكأس في قطر لم يضر المغاربة في شيء، بل أضر جنرالات الجزائر كثيرا، لأنه، بضعة أسابيع فقط على الفوز بالكأس العربية في قطر، يصاب جنرالات البلاد بهستيريا غريبة في منافسات الكاميرون، إلى درجة الاستعانة بساحر، أو لنقل إنه راق، لكي يبعد النحس عن منتخب المليون جنرال، حتى يتكرر إنجاز قطر، رغم أن هذا لن يوفر الزيت المفقود في أسواق الجزائر منذ أسابيع. الاستعانة بـ "الراقي" أو "الساحر" لدعم المنتخب الجزائري في الكاميرون يبدو عصيا على الاستيعاب، لأننا تعودنا على أن نتهم أشقاءنا الأفارقة بذلك، فصارت الشعوذة عسكرية بامتياز، بل تحمل نياشين، والخوف كل الخوف من الجنرالات الجيران أن يفوز المنتخب المغربي باللقب، فتتحول كل نياشينهم إلى ديكور عاشوراء. نحس بالكثير من الشفقة على جنرالات جارنا، ونتمنى لمنتخبهم حظا سعيدا، بعيدا عن السحر والشعوذة.. ونتمنى لهم أكثر، أن يُخرجوا المغاربة من أدمغتهم ويلعبوا الكرة كما هي، بعيدا عن السياسة، فهم يذكّروننا بعسكر أميركا اللاتينية في إحدى فترات التاريخ الأكثر حلكة، حين حولوا الكرة إلى ساحات وغى، إلى درجة نشوب حرب مدمرة بين الهندوراس والسلفادور بسبب مباراة في كرة القدم. حالة مستعصية فعلا للجنرالات، لكننا نؤكد لهم أن كأس إفريقيا سيفوز بها المنتخب الأفضل، وليس الساحر الأفضل. عموما.. نعود للحكمة التي بدأنا بها.. لا تخلطوا الكرة بذلك الشيء..