عندما زار رئيس الحكومة الإسباني (المنتهية ولايته) بيدرو سانشيز مراكش مؤخرا، فقدت وسائل الإعلام اليمينية في إسبانيا رشدها ووصفته بكل النعوت، أولها أنه مغرور وآخرها أنه يتزلف للمغرب. منذ البداية قال مكتب سانشيز إن الرجل جاء إلى مراكش للاستجمام في زيارة سياحية ممولة من جيبه الخاص من الألف إلى الياء، وأن ذلك يدخل في إطار حقه الطبيعي كمسؤول سياسي وكإنسان، خصوصا بعد الحملة الانتخابية المتعبة. هستيريا الإعلام اليميني الإسباني لا تخرج عن رد الفعل بسبب الاحتمال الكبير لاستمرار بيدرو سانشيز في قيادة دفة الحكم بالبلاد، رغم حصوله على المركز الثاني في انتخابات 23 يوليوز الماضي، بعد الحزب الشعبي اليميني، لكن مؤازر بأحزاب جهوية صغيرة لن تتردد في التحالف معه، رغم كل شروطها الصارمة. سانشيز جاء إلى النغرب رغم انه كان يعرف أنه سيكون عرضة لحملة إعلامية قوية، وكان يعرف أن كثيرين سيربطون ذلك بموقف حكومته الجديد من قضية الصحراء، بل وسيلمحون إلى الجهات التي يمكن أن تكون قد تحملت مصاريف الزيارة، لذلك بادر إلى وضع كل الدلائل على أنه يقوم بزيارة شخصية للمغرب ودفع كل شيء من جيبه. الامتياز الكبير لسانشيز هو أنه مسؤول منسجم مع نفسه وقناعاته، لذلك يحظى كل يوم بالمزيد من الاحترام داخل إسبانيا وخارجها.