سانشيز والمغرب.. وتنورة الجزائر!

المساء اليوم- ع. الدامون:

ربح بيدرو سانشيز التحدي وصار رئيسا “جديدا” للحكومة الإسبانية بعد مفاوضات شاقة مع حلفائه من القوميين واليساريين، وأيضا بعد حملة طاحنة من اليمين واليمين المتطرف.

الكثير من المغاربة تابعوا باهتمام مسار الانتخابات والمفاوضات في إسبانيا، لسبب بسيط ومباشر، وهو أنهم يتعاطفون مع سانشيز ويعتبرونه صديقا كبيرا للمغرب، خصوصا بعد موقفه الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء.

لكن الأشياء في عمقها لا تبدو على هذا النحو من البساطة، فقد كرر سانشيز ما فعله عند فوزه بولايته الأولى ولم يزر المغرب في أول محطة له خارج البلاد، وفق ما جرت به الأعراف الدبلوماسية، وهذه المرة زار إسرائيل (رغم الطبيعة الاستثنائية لتلك الزيارة وما نتج عنها)، وهو الآن يستعد لزيارة المغرب.

ووفق الأنباء القادمة من الجارة الشمالية فإن سانشيز كلف وزير خارجيته، مانويل ألباريس، بالتحضير لزيارة رسمية يقوم بها إلى المغرب للقاء الملك محمد السادس، غير أن هذه الزيارة التي كانت متوقعة في وقت قريب، قد يحدث معها نفس ما حدث في زيارته السابقة، والتي تأجلت لشهور طويلة، قبل أن تتلوها أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، يعرف الجميع تفاصيلها.

ووفق هذه الأنباء فإنه حتى في حالة زيارة وشيكة لسانشيز إلى المغرب فإنه ليس من المؤكد أنه سيلتقي الملك محمد السادس، وهذا ما صار يقلق الإسبان، وربما المغاربة أيضا.

قد تكون هناك مستجدات غير سارة في العلاقات بين البلدين، أهمها التردد الرسمي لحكومة مدريد في الاستمرار على نهج دعم مبدأ الحكم الذاتي في الصحراء، حيث عكس خطاب سانشيز الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تذبذب واضحا في هذا الموقف، وعاد مرة أخرى للحديث عن “الشرعية الدولية و مقررات الأمم المتحدة”.

ذلك الخطاب، بقدر ما أزعج المغرب، فإنه أسعد الجزائريين الذين بادروا إلى إعادة سفيرهم إلى مدريد بعد أزمة قوية بين البلدين، وقد تكون لدى سانشيز مفاجآت غير سارة للمغرب في حال استمرت الجزائر في رفع تنورتها قليلا فوق الركبة لإغواء الإسبان بمباهجها الاقتصادية.

ربما يكون سانشيز ارتكب خطأ في ولايته الأولى والثانية حينما  كسر التقليد السائد في إسبانيا بزيارة المغرب كوجهة أولى بعد التنصيب الرسمي للحكومة الإسبانية، لكن يبدو أن ما يجري الآن يتجاوز هذا المعطى ليعود قليلا إلى الوراء بسبب وضع مدريد لمقترح الحكم الذاتي في الثلاجة والعودة إلى مواقفها القديمة شيئا فشيئا.

عموما، هناك رائحة غريبة في سماء العلاقات بين البلدين هذه الأيام، ربما قد تكون رائحة احتراق الوجبة المشتركة التي كانت تطبخ على نار هادئة.. فحدث شيء ما.. أو أشياء ما، ستكشف عنها الأيام المقبلة. فلا شيء يدعو للاستمرار في الاعتقاد بأن العلاقات بين الرباط ومدريد لا تزال تعيش رومانسية شعر العسل..!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )