المساء اليوم - هيأة التحرير: العاصفة التي ضربت المغرب قبل أيام، والتي ألصق بها الإقطاعيون تهمة رفع أسعار المنتجات الغذائية من خضر وفواكه، لا علاقة لها إطلاقا بهذه التهمة المشينة، بل إن هذه العاصفة المباركة لعبت دورا أساسيا في تقريب عدد من الفواكه الغالية لموائد المغاربة، من بينها "لافوكا". هذه الفاكهة المتعجرفة كان سعرها قبل العاصفة يفوق الأربعين درهما للكيلوغرام، والويل لأي مواطن يتجرأ على مناقشة السعر مع الباعة، فهذه الفاكهة مقدسة ويمنع منعا تاما مناقشة السعر. ويعرف المغاربة أنهم كلهم يدفعون ثمن عجرفة هذه الفاكهة بطريقة غير مباشرة، لأنها تستهلك كميات هائلة من المياه الجوفية، وهذه المياه ملك لكل المغاربة، لكن حفنة من الإقطاعيين، الذين يسمون أنفسهم مستثمرين فلاحيين، ينهبون ثروة الماء لكي يغذوا بها أشجار لافوكا ثم يوجهونها رأسا نحو التصدير، وما بقي في المغرب يباع بسعر الذهب. لكل هذا لا بد من توجيه شكر خاص للعاصفة التي هبت على أشجار فاكهة لافوكا وأسقطت الكثير من الثمار فسقطت بذلك الأسعار إلى أقل من ربع ثمنها، لأن المستوردين الأوربيين رفضوا شراءها، فاستطاع المغاربة أخيرا أن ينعموا بفاكهة تزرع في بلادهم وبمياههم لكن الإقطاعيين جعلوا منها فاكهة خاصة جدا وكأنهم يزرعونها في أسطح بيوتهم. عموما.. نجدد الشكر للعاصفة اللطيفة، ونتمنى ألا تطيل الغياب وأن تعود لنا في أقرب الأوقات وتزور، على الخصوص، ضيعات كبار الإقطاعيين وتسقط أكبر قدر من الفواكه التي سترفضها أوربا بالتأكيد، لكن المغاربة سيستقبلونها بالأحضان.