صنـدوق في المـطار.. هل يرفـع إيـرادات الجمـارك..!؟

المساء اليوم – هيأة التحرير:

عندما تعلن إدارة الجمارك عن ارتفاع إيراداتها بشكل قياسي مؤخرا، فإن هذا لا يمكن إلاّ أن يُسعد الكثيرين، لكنه بالتأكيد لن يُسعد الكثير من صغار المقاولين ورجال الأعمال الذين يجدون أنفسهم سواسية مع “الملايرية”، بل أقل قيمة من عمالقة الاستيراد والتصدير في هذه البلاد.

لن نتطرق لكثير من التفاصيل التي رفعت مداخيل الجمارك، من بينها إدخال سومة النقل الدولي في خانة القيمة النهائية للبضاعة، والتي كانت من بين الأسباب في رفع أسعار الكثير من المواد الاستهلاكية.

هناك أمثلة فاقعة وغير مفهومة تماما تدل على أن وراء هذه المداخيل المرتفعة للجمارك قرارات غير مفهومة، من بينها فرض رسوم مرتفعة جدا على كمية بسيطة من البضاعة غالبا ما يتبادلها التجار من بلدان مختلفة كعينة قبل التوصل إلى اتفاق نهائي حولها.

وفي الأيام القليلة الماضية توصل مقاول مغربي بصندوق من الصين، بمطار الدار البيضاء، يضم عينات بسيطة من بضاعة بأسعار زهيدة، قد لا يكون سعر بضاعة الصندوق كله يصل لمبلغ 50 درهما، والهدف هو الاطلاع عليها قبل الاتفاق بشأنها من أجل استيراد كميات كبيرة، وقد يتم التخلص من البضاعة في النهاية.

لكن المقاول فوجئ برسوم جمركية مرتفعة على صندوق بضاعة بسيطة، والأكثر من هذا أنه صار ملزما بالتعامل مع ترانزيتير Transitaire قد تكون مصاريفه أعلى من سعر البضاعة خمسين مرة، وإجراءات أخرى مع ما يتبعها من تكاليف، قد ترفع بشكل زهيد جدا من مداخيل الجمارك، لكنها بالتأكيد تنزل من قيمة واحترافية الإجراءات الجمركية.

ربما لن نجد في بلدان أخرى مثل هذه المعاملات الجمركية، لذا سيكون مفيدا جدا لو أن الجمارك المغربية تعاملت بنضج أكبر مع مثل هذه الحالات “الخفيفة” التي تضر أكثر مما تنفع… والتي تساهم في أحيان كثيرة في إجهاض طموحات الكثير من المقاولين الصغار.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )