طرائف وغرائب وقعت في شهر رمضان الفضيل

المساء اليوم:

شهد شهر رمضان عبر الزمان العديد من الأحداث، منها المتعلق بالأديان السماوية ومنها نوادر وطرائف ومفارقات غريبة، سواء في الأحداث التي وقعت فيه أو الطقوس الغريبة التي ترافقه في بعض الدول. ووفقاً لما ذكره “ابن كثير” في كتابه “البداية والنهاية” فإن عدداً من الكتب السماوية أنزلت على الأنبياء في رمضان، ومنها التوراة التي أنزلت على سيدنا موسى عليه السلام في شهر رمضان، والزبور الذي أنزل على سيدنا داود عليه السلام بعد التوراة بـ482 عاماً.

وفي رمضان أنزل الإنجيل على سيدنا عيسى عليه السلام، وفيه بدأ نزول القرآن الكريم، آخر الرسالات السماوية، على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. كما شهد رمضان أيضاً عدداً من الغزوات والفتوحات، ومنها غزوة بدر الكبرى، وعين جالوت، وفتح المسلمين للأندلس على يد القائد طارق بن زياد، وانتشار الإسلام في اليمن في السنة العاشرة من الهجرة.

العيد بأمر السلطان..

من أعجب الأحداث التي شهدها رمضان النداء في الناس بالصيام بعد طلوع النهار، وذلك في عام 898هـ/ 1493م، في زمن الأشرف قايتباي. حيث ذكر “ابن إياس” أنه “نودي بالصوم بعد صحوة النهار، وكان أول أيام رمضان، وقد أكل غالب الناس في ذلك اليوم، لا سيما العوام.”

وذكر “ابن إياس” أيضاً ما حدث في اليوم التاسع والعشرين من رمضان عام 902هـ/ 1497م، زمن الناصر محمد بن قايتباي. حيث “أمر (قايتباي) أن تدق أجراس القلعة، وقال: أنا أعمل العيد يوم الغد هذا الشهر، إن رأوا الهلال أو لم يروا الهلال”.

وأضاف ابن إياس، “فلما أشيع ذلك بين الناس ركب قاضي القضاة الشافعي زين الدين زكريا وطلع إلى القلعة واجتمع بالسلطان وعرفه أن العيد لا يكون إلا برؤية الهلال، فشق ذلك على السلطان وهمّ بعزل القاضي في ذلك اليوم”.

وأيضاً لم يشهد السلطان صلاة العيد في ذلك العام، أو يستقبل الأمراء والوجهاء الذين صعدوا لتهنئته بالقلعة. وفي ليلة 29 رمضان 1292هـ بالمغرب، أكد 12 رجلاً أنهم رأوا هلال شوال، فعيّد الناس، لكن الفلكيين أكدوا ظهر اليوم التالي أنه لا يمكن فلكياً أن يكون العيد في ذلك اليوم، وفي الليل لم يرَ الناس الهلال، فتبين كذب الرجال فسجنوا.

أحداث فريدة

وفقاً لما استعرضه فؤاد مرسي في كتابه “معجم رمضان”، الذي أصدرته “الهيئة المصرية العامة للكتاب” عام 2013، فإن عام 215 هـ شهد استحداث الخليفة المأمون العباسي التكبير عقب الصلوات في العيد. حيث كتب إلى إسحاق بن إبراهيم نائب بغداد يأمره أن يكبر الناس عقب الصلوات الخمس، فكان أول ما بُدئ بذلك في جامع بغداد والرصافة، الجمعة يوم 14 رمضان”.

وفي 9 رمضان 303 هـ انهار أحد الجسور المقامة فوق نهر دجلة ببغداد فغرق عدد كبير من الناس. وحدث تمرد في جيش المماليك المطالبين بزيادة الرواتب في 14 رمضان 832 هـ، إلى أن زاد السلطان الملك الأشرف في رواتبهم.

وفي رمضان عام 571 هـ “انكسفت الشمس وأظلمت الأرض حتى بقي الوقت كأنه ليل مظلم، وظهرت الكواكب، وكان ذلك ضحوة النهار يوم الجمعة التاسع والعشرين منه”، وفقاً لما أورده “ابن الأثير”.

غرائب وطرائف

في 27 رمضان 1223 هـ غيمت السماء بمنطقة الغربية في مصر، وأمطرت برداً في مقدار بيض الدجاج وأكبر وأصغر، “فهدمت دوراً وأصابت أنعاماً، وتسببت في خسائر واسعة”. وفي رمضان عام 597 هـ/1201م، دخلت مصر في مجاعة بعد أن يئس أهلها من زيادة النيل، وارتفعت الأسعار وأصيبت البلاد بالقحط.

ومن أغرب ما حدث كان يوم 7 رمضان 242 هـ، وأورده أبو الفلاح بن العماد الحنبلي في كتابه “شذرات الذهب في أخبار من ذهب”، حيث وقع طائر أبيض في حلب، فصاح: “يا معشر الناس، اتقوا الله.. الله.. الله، حتى صاح أربعين صوتاً، ثم طار وجاء من الغد فصاح أربعين صوتاً”.

طقوس رمضانية غريبة

ومن العادات الطريفة أن المسلمين في الدول الإسكندنافية يصومون بتوقيت دولة أخرى يختارونها، لأن الشمس لا تغيب أكثر من ساعة، وهذا العام وصل عدد ساعات الصيام في فنلندا إلى 23 ساعة وخمس دقائق، لتحتل المرتبة الأولى في أطول ساعات صيام عالميا ومثلها النرويج والسويد.

أما في إندونيسيا فإنه مع الإعلان عن حلول الشهر الكريم، يبدأ قرع الطبول الضخمة المعروفة باسم “البدوق”، كما يحصل الطلبة والتلاميذ تلقائيا على عطلة قسرية لمدة أسبوع كامل.

وتزداد العادات غرابة في باكستان.. فأهالي مدينة بيشاور يقيمون أعراسا للأطفال الذين يصومون لأول مرة لتشجيعهم على مواصلة الصوم. كما يخوض الباكستانيون حرب “البيض المسلوق” وهي مسابقة تستمر على مدار الشهر الكريم.

العادات في أفريقيا لا تقل غرابة عنها في آسيا، وأجملها وأغربها تحدث خلال اليوم الأول والليلة الأولى من رمضان في جزر القمر، فالأهالي يتوجهون إلى السواحل ويقرعون الطبول، وفي الليل يحملون المشاعل، وتستمر السهرة حتى وقت السحور.

ومن عادات المسلمين في الكاميرون أنهم يتركون أبواب منازلهم مفتوحة وقت الإفطار لتمكين أي شخص من الدخول ومشاركتهم الطعام. أما الرجال في موريتانيا يستبقون قدوم شهر الصوم بحلاقة الشعر على الصفر، لكي يبدأ بالنمو مع بداية شهر الصوم ويسمون ذلك “زغب رمضان”، كما يقرأون القرآن كاملا في يوم واحد.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )