المساء اليوم/ ح. اعديل: لم يكن أكثر الناس تشاؤما يتصورون أن السهرات المقامة بالعاصمة الرباط تحت رعاية وزارة الثقافة بمناسبة تظاهرة "الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية"، ستكون نهايتها بهذا الشكل الكارثي، بعد أن تم تسليم الحفلات إلى شبكة من المنحرفين الذين يتباهون بتعاطي المخدرات في حفلات يمولها المغاربة من جيوبهم. وخطف الرابور المغربي طه فحصي الملقب بـ”الغراندي طوطو”، الأضواء بعد أن صرح علنا في ندوة صحفية سبقت الحفل الذي أقامه الذي أقامه بمنصة السويسي بأنه يتعاطى المخدرات. ويبدو أن هذا المغني ومدمن المخدرات، الذي اختتم فعاليات "الرباط عاصمة الثقافة"، نجح فعلا في تحويل الرباط من عاصمة الثقافة إلى عاصمة الحشيش، حيث قصد حفله الكثير من مدمني المخدرات، وعرف الحفل الكثير من حوادث الاعتداء والتحرش الجنسي، بينما كانت أدخنة الحشيش تحلق في فضاء الرباط، والأكيد أن روائحها وصلت حتى وزارة الثقافة وولاية الرباط وغيرها من مرافق الدولة. ما جرى دفع فرقا برلمانية إلى مراسلة وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، لاستفساره حول مدى مسؤولية الوزارة للسماح لمغني صرح أمام الملأ بتعاطيه المخدرات وتفاخره بذلك، أن يصعد مسرح المهرجان أمام الآلاف من الجماهير، ويتحول إلى قدوة للملايين من الشباب والأطفال، وأكثر من هذا يدفع أجره دافعو الضرائب المغاربة. فضيحة حفل السويسي في عاصمة المملكة اكتملت بعد أن ظهر “طوطو” فوق منصة السويسي ، وهو يتلفظ بكلام ساقط، وفي الوقت نفسه قدم شكره لوزارة الثقافة على حفاوة الإستقبال، فاختلط الحشيش بالثقافة والوزارة، وامتزج عقل طوطو بعقل الوزير بنسعيد. التدوينات التي رافقت هذه الفضيحة كلها تركز على المستوى المتردي وغير المسبوق التي آلت إليه البلاد، والرباط خصوصا، حيث تسود قيم غريبة لم يعهدها المغاربة، بينما المسؤولون يكتفون باللامبالاة والتفرج على هذه الفضائح المخجلة، وفوق ذلك يمولون المنحرفين من جيوب المغاربة المكتوين بأزمة مالية غير مسبوقة نتيجة تداعيات زمن كورونا والارتفاع المهول في الأسعار. ولا يعرف إن كانت هناك جهة ما يمكنها أن تفتح تحقيقا في فضائح "الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية"، والتي عرفت أوجها أيضا من خلال قيام منحرف آخر، ممول من طرف وزارة الثقافة، بوضع العلم المغربي فوق عضوه الذكري، وهي فضيحة تكفي لوحدها لمحاكمة من استدعوه ومن مولوه. وكان رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، دعا في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، وزير الشباب والثقافة والتواصل مهدي بنسعيد، إلى تقديم استقالته، ووصفه بأنه أساء كثيرا للثقافة والشباب، مشددا على ضرورة مساءلة هذا الأخير عن جدوى صرف أموال عمومية للترويج لـ”ثقافة السوق والمراحيض في ظرفية اقتصادية صعبة وخطاب رسمي يدعو إلى التقشف وترشيد الإنفاق العمومي”، على حد تعبيره. وكانت وثائق نشرتها وسائل إعلامية أشارت إلى أن تظاهرة الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية، والتي انتهت بفضيحة “طوطو” والعلم المغربي فوق العضو االذكري وأشياء أخرى، كلفت 14 مليار سنتيم، في وقت تعاني البلاد من أزمة خطيرة ومن ارتفاع مهول في أسعار كل شيء.