ابحثوا عن “عباقرة” الميناء المتوسطي ..!

المساء اليوم – أ. فلاح:

الصحافة الإسبانية هي التي كشفت عن خبر تأسيس حسن عبقري، المدير العام لهيئة ميناء طنجة المتوسط (TMPA)، مشروعًا جديدًا في إسبانيا، وبالتحديد في مدينة فالنسيا، حيث أسس شركة تقدم “خدمات مينائية”.

يبدو هذا طبيعيا بالنظر للاهتمام البالغ للإسبان بالاقتصاد المغربي، خصوصا المجالات التي يرون فيها منافسا شرسا لهم، مثل الميناء المتوسطي.

لكن ما ليس طبيعيا هو أن تكتفي الصحافة المغربية بنقل الخبر حرفيا من الإسبان، دون أية تساؤلات حول عواقب ما قام به “العبقري”، الذي أمضى سنوات طويلة في منصبه، فقرر أن يستثمر هذه الخبرة من أجل مصالحه الخاصة.

من الواضح أن حسن عبقري، ورغم أن شركته مسجلة في اسمه فقط، إلا أنه من الأكيد أن له شركاء فيما قام به، ومن الأكيد أيضا أن الأيام المقبلة ستكشف عن الكثير من المفاجآت في هذا المجال.

وحسب ما قالته الصحافة الإسبانية فإن عبقري، بدأ أنشطته في شركته الجديدة “نيو بورت كونسولتينغ 2024” بمدينة بلنسية الإسبانية في 13 يناير الماضي، ومع ذلك لم يكتشف أحد من المسؤولين المغاربة هذا النشاط، وتم انتظار الصحافة الإسبانية لكي تقدم المعلومة كاملة للمغاربة..!

حسن عبقري لم يصل إلى منصبه في الميناء المتوسطي لأنه عبقري فعلا، بل لأن “المغرب هو هادا”، ويمكن لأي كان أن يجد نفسه في رأس الهرم إذا فهم جيدا قواعد اللعب، وعبقري فهم قواعد اللعب جيدا.. وزاد شيئا من عنده.

الشركة التي أسسها حسن عبقري في شارع غاريغيس، بالقرب من بلدية فالنسيا، أي في قلب المدينة، هدفها واضح جدا، وهو تقديم خدمات الاستشارات التقنية في إدارة الخدمات المينائية، أي أنها شركة ستقدم خدماتها لكل من يدفع أكثر، حتى لو كان ذلك على حساب مصالح المغرب الاقتصادية.

القضية واضحة جدا، فالرجل الذي اكتسب خبرته الكبيرة من إدارة أكبر ميناء مغربي ومتوسطي، يعض اليد التي أطعمته، ويضع الخبرة في متناول منافسي المغرب، على رأسهم الإسبان.. والدفع باليورو والدولار فقط.

لن نذهب إلى وصف ما حدث بالخيانة العظمى اقتصاديا، بل نكتفي فقط بالتذكير بأن هذه الشخص لم يعرف يوما معنى التنمية الشاملة، والدليل على ذلك هي المناطق المجاورة للميناء المتوسطي، والتي تفتقد حتى لمستشفى بسيط، وتفتقر لمياه الشرب، وينقطع عنها الكهرباء لأيام، بينما يستهلك مكتب عبقري، فاتورة مدينة بكاملها في الكهرباء، وأشياء أخرى.

قد يقول البعض إن المجلس الإداري لميناء طنجة المتوسط، قرر إعفاء مديره العام، حسن عبقري، لكن هذا لا يكفي، لأن ما جرى يكشف عن اختلالات كبيرة في الميناء المتوسطي، وهي اختلالات يتم التغطية عليها بالأرقام والحسابات الفرعونية التي تقدم الميناء على أنه معجزة زمانه، وأن مسؤوليه يتفوقون على الخوارزمي وآينشتاين في “العبقرية”..!

الميناء المتوسطي يحتاج اليوم إلى ثورة حقيقية في الإدارة والتسيير، وأيضا ثورة حقيقية في المحاسبة.. فحسن عبقري ليس الوحيد.. لذلك ابحثوا جيدا عن باقي “عباقرة” هذا الميناء..!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 1 )

  1. محمد :

    أعتقد أن الخلل يبدو لنا بعد معرفة الأجرة الشهرية حوالي 10 ملايين سنتيم مقابل الملايير التي كان يشارك في تدفقها على صناديق المؤسسة طنجة ميد. والأجدر هو 50 مليون أو أكثر/الشهر كان يستحقها العبقري. وأراد بتصرفه أن يشعر الرؤساء والمعنيين بمرارة القرار/المبادرة في فلنسيا

    0