المساء اليوم - هيأة التحرير: في عرض "شو" ساخر جديد، عاد مجددا، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى ممارسة هوايته المفضلة، وهي اقتراف نفس الخطأ بنفس الطريقة، بعد أن عرض خريطة للعالم العربي خلال مؤتمره - الأربعاء- لشرح أسباب إصراره على البقاء في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الحدودي بين قطاع غزة ومصر. وكما يحدث دائما في هذه العروض البهلوانية، فإن نتنياهو يصر على إظهار خارطة العالم العربي من المحيط إلى الخليج، أو من الماء إلى الماء، ربما في محاولة لتجنب إظهار خارطة فلسطين المحتلة من النهر إلى البحر. لكن إذا ظهر السبب بطل العجب، لأن هناك عقدة نفسية مستفحلة لنتنياهو تجاه المغرب والمغاربة، الذين أبانوا، منذ بدء المذابح الإسرائيلية الرهيبة على غزة، عن تضامن كبير جدا مع القضية الفلسطينية، كما كانوا دائما، وأصبحت المظاهرات الشعبية في المغرب، المنددة بالمذابح في غزة، حديث العالم. وطبعا، وكالعادة، فإن الخارطة التي عرضها نتنياهو كانت تتضمن المغرب، وظهرت خريطة المملكة من دون حدود فاصلة مع الأقاليم الصحراوية، ولكن ما لفت الانتباه في خريطة نتنياهو كتابة اسم "الصحراء الغربية" على الخريطة. ويبدو مثيرا أن نتنياهو، في كل مرة يصحو من النوم، يقرر تنفيذ عرض بهلواني جديد يحاول من خلاله استفزاز المغاربة، وعرض خارطة المملكة منفصلة عن الصحراء، أو كما حدث مؤخرا عبر إدراج ما يسمى " الصحراء الغربية"! إنها المرة الرابعة في بضعة أشهر التي يقرر فيها نتنياهو تنفيذ هذا الخطأ، وربما يبدو "الرجل" معجبا جدا ب"جمهورية عربية" وحيدة لم يتم فيها تنظيم أية مظاهرة تضامن مع فلسطين، وهي جمهورية تندوف، كما أن المظاهرات التضامنية مع فلسطين في الجزائر ممنوعة أصلا. ربما بهذه الطريقة يحاول نتنياهو رد الجميل للجزائر والبوليساريو، وهي مسألة عادية لشخص يعتبره الإسرائيليون أنفسهم مريض نفسيا، وما قام بها تجاه المحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس" أوضح دليل على ذلك. عموما.. لا حاجة لنا لتذكير "المهرج" ومن معه بأنه لا يضير دولة كالمغرب، عمرها يقارب الألفي عام، أن يعترف بصحرائها شخص مثل نتنياهو، مطلوب كمجرم حرب، وكما قال مسؤول إسباني لنتنياهو يوما: قنصليتنا في القدس أقدم من دولتكم..!