المساء اليوم - طنجة: لا يمر الكثير من الوقت في طنجة بين فضيحة وأخرى، وعندما لا يقترف عمدة المدينة فضيحة ما في الوقت المناسب، فإن نوابه يتكفلون بذلك، مثلما حدث مؤخرا مع النائب الأول للعمدة، محمد غيلان، الذي استعمل كلمة "مستفزة" حول الخطاب الملكي الأخير في عيد العرش. النائب غيلان، الذي أضاف مؤخرا لقب "الغزواني" إلى اسمه (لسبب قد يكون مرتبطا بغزوات الأراضي)، يُعرف أيضا بلقب آخر وهو"الشّْريف"، ربما لانتمائه لمنطقة لا تبعد عن ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش سوى بمائة كيلومتر، بينما يقول البعض إنه يلقب بالشريف لأنه كان له "شرف" المساهمة بقوة في البناء العشوائي في منطقة بني مكادة وما جاورها، لذلك قد ينطبق عليه لقب ثلاثي وهو "الشريف العشوائي الغزواني". في كل الأحوال، قرر الشريف مؤخرا أن يتفلسف بطريقة مجاذيب بني كرفط، حيث لا توجد الكثير من حقول الحشيش، وقال في تدوينة سريالية حول خطاب عيد العرش "إن الملك يستفز الأحزاب من أجل...". ولا يهم كثيرا ما قاله نائب "مُول الصبّاط" بعد كلمة "يستفز"، لأن كل ما يأتي بعد ذلك مجرد تفاصيل لا معنى لها، فما بُني على فضيحة فهو فضيحة، فكلمة "يستفز" يمكن استعمالها في سياقات كثيرة، إلا في سياق التعليق على خطاب ملكي خصص لرسم خارطة طريق مستقبلية للانتخابات المقبلة من أجل محاصرة جحور الفساد والمفسدين، وهي الانتخابات التي لا يفترض أن يوجد ضمنها أشخاص مثل محمد غيلان الغزواني ومن هم على شاكلته. لن نركز كثيرا على كلمة "استفزاز" التي وصف بها محمد غيلان الخطاب الملكي، بل نركز على استفزاز آخر، وهو أن "الشريف العشوائي"، سيمارس استفزازا حقيقيا وواقعيا للتوجيهات الملكية في حال قرر الترشح للانتخابات المقبلة، وهو الرجل المُثقل بالفضائح التي راكمها لأزيد من 20 عاما في المجالس المنتخبة، والذي ينبغي أن يبتعد طواعية واختيارا عن الانتخابات المقبلة، وهو يعرف أن ملفات العشوائيات وغيرها لا يطالها التقادم. محمد غيلان (الغزواني)، الذي لا ينسى الناس زمن تبرعات القلب وتفاصيلها، يعرف أكثر من غيره أن السلامة تقتضي التضحية ببعض الأشياء، لذلك لا بأس أن "يستفز" طموحه السياسي ويقرر الاعتزال قبل أن "يستفزه" القانون. لن نتحدث كثيرا عن ملفات إن تُبْد له تسؤه، لكن على الشريف الغزواني أن يتيقن تماما أن الخطاب الملكي يعنيه بالضبط هو وأمثاله، وننتظر في مقبل الشهور ألا يقرر استفزاز التوجيهات الملكية. وإنا لمُنتظرون..