عملـية “السراويـل الهابـطة”

المساء اليوم – هيأة التحرير:

تبدو إسرائيل حاليا مثل وحش أعمى، والحقيقة أنها كانت دائما كذلك، لكنها حاليا تحس بكثير من المهانة، مهانة غير مسبوقة جعلتها تحاول الاستيقاظ من صدمتها وتطلق على عملية الانتقام عبارة “السيوف الحديدية”.

إسرائيل كانت دائما تبرع في شيئين، التنكيل بالفلسطينيين، واختيار أسماء معبرة لعملياتها العسكرية، لكن هذه المرة انقلب كل شيء، فقد تلقت إسرائيل الصفعة الأكبر والأهم في كل تاريخها، وهو تاريخ غير طويل على أية حال، وعندما أرادت الانتقام فإنها أطلقت اسم “السيوف الحديدية” على هذه العملية.

صحيفة هاآرتس سخرت بما يكفي من هذا الإسم، وهي صحيفة إسرائيلية طبعا وليست لبنانية أو إيرانية، والتي ارتأت أن أفضل اسم يمكن أن يطلقه الجيش الإسرائيلي على عملياتها الانتقامية الحالية ضد غزة هو اسم “السراويل الهابطة”..!

ليست هاآرتس وحدها من حولت إسرائيل وجيشها إلى مادة للتندر والسخرية؛ بل العالم كلها يتفكه على دولة تبيع أجهزة التجسس المتطورة ولم تتجسس على مسلحين قرب أنفها يصنعون صواريخهم في الكاراجات وأعدوا خطتهم من الألف إلى الياء كما يتفننون في صنع كعك واختاروا يوما على قدر كبير من الرمزية وهو 7 أكتوبر واقتحموا خط “بارليف” الثاني بطريقتهم الخاصة ودخلوا التاريخ من بابه العريض جدا وحولوا الجيش الذي لا يقهر إلى مسخرة.

يمكن لإسرائيل أن تفعل اليوم كل ما تستطيع.. تهدد وتقتل وتنكل وتعذب وتقطع الماء والكهرباء، وحتى الهواء، عن غزة.. ويمكنها أيضا أن تلقي قنابل ذرية.. لكن كل ذلك لن يمسح العار الأبدي الذي لحق بها..

ما يجب أن تفعله إسرائيل اليوم هو محاولة رفع سروالها وليس رفع السيوف الحديدية!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )