عودة التصفيات إلى مخيم الهول.. خلايا داعش النائمة تضرب داخل مخيم الهول

المساء اليوم – متابعة:

تشير عودة التصفيات داخل المخيم الهول، الخاضع لسلطة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، إلى نشاط خلايا نائمة لإحياء “تنظيم الدولة الإسلامية”، (داعش)، بعد انحسار نفوذه، فحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإنه، منذ مطلع الشهر الحالي عرف المخيم المكتظ، مقتل 6 أشخاص بينهم أربع نساء.

أصابع الاتهام تتجه لمتطرفات داخل مخيم الهول، من زوجات وأرامل الجهاديين، اللواتي ينفذن عمليات تصفية واستقطاب. ويأوي المخيم قرابة 62 ألف شخص، نصفهم عراقيون، بينهم نحو 10 آلاف من عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب ممن يقبعون في قسم خاص قيد حراسة مشدّدة.

ويشهد المخيم بين الحين والآخر حوادث أمنية تتضمن عمليات فرار أو هجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين أو جرائم قتل تطال القاطنين فيه. وأحصى المرصد مقتل ستة أشخاص منذ مطلع الشهر الحالي على يد “خلايا نائمة” تابعة للتنظيم، قضى آخرهم السبت بإطلاق رصاص داخل المخيم.

والقتلى هم رجلان وسيدة من الجنسية العراقية، إضافة إلى نازحتين سوريتين وسيدة أخرى لم يتمكن المرصد من تحديد هويتها. وبذلك، يرتفع عدد القتلى الذين وثّق المرصد مقتلهم داخل المخيم على يد عناصر متوارين من التنظيم منذ مطلع العام الحالي إلى 86 شخصا، غالبيتهم عراقيون.

وحسب “مرصد الشمال لحقوق الإنسان”، فإن مخيم الهول يضم 64 من النساء المغربيات المتواجدات بمخيمات اللاجئين و221 من أطفالهن، وكان المغرب قد شرع في ترحيل النساء والأطفال المغاربة العالقين في مخيم الهول بشمال سوريا، في إطار برنامج “دعم تأهيل العائدين من بؤر التوتر وأفراد أسرهم”، تشرف عليه مؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وحينها توصلت عدد من النساء المغربيات باستمارة من “اليونسيف”، لملئها تتضمن الأسماء، والأولاد، وعناوينهن في المغرب، وأيضا أرقام هواتف ذويهم بالمغرب. في إجراء أوحى وقتها بقرب ترحيل المغربيات وأطفالهن إلى المغرب، لكن لا شيء رسمي لحد الآن. مصادر حقوقية أبدت خشيتها من تحوّل المخيم إلى “قنبلة موقوتة مع ازدياد عمليات القتل والفوضى داخل المخيم”.

وكانت وتيرة جرائم القتل انخفضت إثر عملية أمنية نفّذتها القوات الكردية نهاية مارس، وأسفرت عن توقيف أكثر من 100 عنصر من التنظيم، قبل أن تعاود الارتفاع. ومنذ إعلان القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في مارس 2019، تطالب الإدارة الذاتية الكردية ذات الإمكانات المحدودة، الدول المعنية باستعادة مواطنيها المحتجزين في سجون ومخيمات أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين في سوريا، لكن مناشداتها لا تلقى آذانا صاغية. واكتفت فرنسا وبضع دول أوروبية أخرى باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى.

كما حذّرت الأمم المتحدة مرارا من تدهور الوضع الأمني في المخيم، بينما أفادت لجنة مجلس الأمن الدولي العاملة بشأن تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات جهادية أخرى في تقرير نشرته في فبراير عن “حالات من نشر التطرف والتدريب وجمع الأموال والتحريض على تنفيذ عمليات خارجية” في المخيم.

ويخشى خبراء من أن يشكل المخيم حاضنة لجيل جديد من مقاتلي التنظيم وسط استمرار أعمال الفوضى والعنف وانسداد الأفق الدبلوماسي بإمكانية إعادة القاطنين فيه إلى بلدانهم. وكان الوضع في مخيم الهول قد أثار منذ البداية مخاوف من انفلاتات وحالات تمرد شاركت فيها متطرفات من زوجات وأرامل جهاديين من التنظيم المتطرف.

وترددت كثير من المعلومات حول تشكل نواة صلبة لـ(داعش) داخل التنظيم مع تنامي حالات الاغتيال والتهديدات بالتصفية، خاصة ممن يشتبه فيهم أو فيهن بتقديم معلومات للسلطات الكردية أو ممن يرفض أو يرفضن الانخراط مجددا في الانضمام لخلايا تتشكل داخل المخيم.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )