المساء اليوم: فرنسا التي قادت حملة السخرية من الرسول (ص)، والتي دافع رئيسها، إيمانويل ماكرون، عن هذه السخرية واعتبرها حرية تعبير مقدسة، هي نفسها التي تبدو غاضبة جدا لمجرد أن مجموعة من الأرجنتينيين سخروا من اللاعب الفرنسي كيليان مبابي، في غمرة الاحتفال بالفوز بكأس العالم في قطر. وطالب وزير فرنسي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بفتح تحقيق في السخرية التي تعرض لها اللاعب كليان مبابي من قِبل بعض لاعبي ومشجعي الأرجنتين، في خضم احتفالات جرت في بوينس آيرس، للترحيب بعودة المنتخب الفائز بكأس العالم لكرة القدم قطر 2022. وخلال استقبال منتخب الأرجنتين لدى عودته للبلاد، أشعلت مجموعة من المشجعين غطاء نعش مقلّد، وعليه صليب وصورة لمبابي. كما أمسك حارس المرمى إميليانو مارتينيز بطفل رضيع عليه وجه مبابي خلال موكب للحافلة المكشوفة التي حملت لاعبي الفريق عبر العاصمة، وانتشرت صور الواقعتين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من بساطة هذه السخرية، والتي تقوم بها كل جماهير كرة القدم في العالم، إلا أن فرنسا، التي تعتبر السخرية من المسلمين ونبيهم حرية تعبير مقدسة، لا تطيق السخرية من أحد لاعبيها في كرة القدم، وهي واحدة من أصعب حالات "الشيزوفرينيا" في الوقت المعاصر. وردًا على سؤال حول رد فعله على سماها الإهانات التي وجّهتها جماهير الأرجنتين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير لمحطة "سود" الإذاعية (Sud Radio) إن المشاهد كانت "مهينة"، وتساءل صراحة عمّا إذا كان يتعيّن على فيفا النظر في تلك الأحداث. وقال لومير: "ما الذي يفعله فيفا؟ الرياضة تعني اللعب النظيف، إنها تُظهر الاحترام للآخرين كما تُظهر الاحترام لأولئك الذين فقدوا". وكانت منظمة (أنقذونا من العنصرية)، قد طلبت بالفعل من فيفا اتخاذ إجراءات ضد مشجعي الأرجنتين الذين أنشدوا أغنية عن مبابي والمنتخب الفرنسي قبل بدء البطولة، كما تدرس الصور القادمة من الأرجنتين الآن. وحتى إشعار آخر.. فإن فرنسا ستقيم الدنيا غضبا بسبب السخرية من لاعبها، بينما ستستمر في الدفاع المستميت عن "حرية التعبير" التي تمس نبي المسلمين ومعتقداتهم!