المساء اليوم: يُقال إن أفضل وسيلة لمعرفة قيمة شخص ما هو معرفة رأي خصومه فيه، ورأي الخصوم في فوزي لقجع مزيج من الكراهية والإعجاب، يكرهونه لأنه ينجح أكثر منهم، ويعجبون به لأنهم يريدون أن يكونوا مثله. وعندما استقبل الملك محمد السادس فوزي لقجع وعينه رئيسا للجنة مونديال 2030، فإن ذلك لم يكن سوى تتويج لمسيرة طويلة في حياة هذا الرجل الذي تحول إلى أيقونة في تاريخ كرة القدم المغربية. ومن الصعب العثور على مسؤول رياضي شبيه بفوز لقجع، ليس في المغرب فقط، بل لي العالم العربي وإفريقيا، فقد حقق في بضع سنوات ما لم يحققه غيره في زمن طويل، ولا يزال يشق الطريق بكثير من النجاح والإصرار. وكعادة كل الناجحين فإن لقجع قليل الكلام، مخلص لثقافته الفلاحية بضرورة الصبر وري الأفكار والانتظار، هو عموما ابن مدينة بركان التي تعلم أبناءها قيمة العمل وفضائل الإصرار. فوزي لقجع هو أيضا من المسؤولين النادرين الذين يمكن أن يحظوا بإجماع وطني في بلد عادة ما تتفرق فيه الآراء وتتشتت ذات اليمين وذات اليسار، وبالتأكيد فهو سيحظى بالمزيد من الإجماع في السنوات اللاحقة. لن نقول إن فوزي لقجع يغني "أنا وحدي مضوي لبلاد"، لأنه يحظى بالدعم الكامل واللامشروط من كل أجهزة الدولة، وهو أيضا يحظى بعناية ملكية خاصة، لذلك فإن لقجع ينطبق عليه وصف القائد الممتاز لفيلق مقاتل، لذلك من الأكيد أن المغرب سيسير نحو مونديال 2030 بكثير من الإصرار والنجاح، كما حدث تماما في كل التظاهرات الكروية التي استضافها المغرب أو شارك فيها، وآخر مثال على ذلك الإنجاز المبهر للمنتخب المغربي في مونديال قطر. فوزي لقجع سيستمر سهمه صاعدا لزمن طويل.