المساء اليوم - طنجة: شارع مولاي رشيد، الأطول مسافة في طنجة، يعاني سكانه ليل نهار، بفعل مما يسمى الإصلاحات، التي يبدو أنها عملية تدمير عشوائية أكثر منها إصلاحات منظمة. ومنذ أن بدأت عمليات ما يسمى توسعة الشارع، فإن الكهرباء والمياه انقطعت عن السكان عشرات المرات، وأحيانا يكون الانقطاع لساعات طويلة جدا ليلا ونهارا. وأسوأ ما في الأمر هو تلوث مياه الشرب في الآونة الأخيرة، آخرها ما حدث ليلة أمس الأحد - الاثنين، وخصوصا بالمنطقة القريبة من حي البساتين. ويبدو أن الشركة، أو الشركات المكلفة بعمليات "الإصلاح" قررت حفر كل شيء في وقت واحد ثم ترك عملية الإصلاح للزمن، في عملية لا تبدو بريئة من الناحية الاقتصادية. وفي كل هذه الفوضى هناك الكثير من الآلات وعدد قليل من العمال، رغم استعانة الشركة بعمال أفارقة. ولا يعرف السكان سر الغياب المطلق للمراقبة، حيث لا يزور الشارع أي مسؤول عن المراقبة والتتبع، وهو ما يعني أنه تم ترك عشرات الآلاف من سكان هذا الشارع لمصيرهم. ولم يحدث في تاريخ الأشغال بطنجة أن حدثت بها كل هذه العشوائية عبر الحفر العشوائي وانتشار ركام الحجارة والغبار في كل مكان، مما جعل السكان يتناولون الغبار مع الطعام، خصوصا عند هبوب الرياح القوية. وفتحت الشركات المكلفة بالأشغال الكثير من "الجبهات" من دون القدرة غلى إتمام الأشغال،حيث كان الهدف هو خلق انطباع عام بأن الأشغال تسير على قدم وساق، بينما الحقيقة أن الأشغال تسير على رأسها. وتحولت العديد من مناطق الأشغال إلى مستنقعات بسبب مياه الأمطار، أو إلى أكوام من الوحل، وهو ما خلق معاناة حقيقية للسكان والمارة والسيارات. ويطالب السكان بفرض رقابة صارمة على الشركات المكلفة بالأشغال، والتي صارت تتصرف وكأنها فوق القانون، حيث صبر الناس طويلا على ما يجري من استهتار، لكن لصبر الناس حدود.