المساء اليوم - هيأة التحرير: تركيا استدعت سقيرها بالمغرب، وأكيد أنه لن يعود إلى الرباط، وسيعود بدله سفير آخر سيكون عليه أن يراعي المشاعر الجزائرية رغم أنه ليس سفيرا في الجزائر! السفير التركي تم استدعاؤه مباشرة بعد أن أدلى بتصريح قال فيه إن "مشكلة الصحراء تؤلمنا لأننا في تركيا لدينا مشكلة مماثلة، وإذا كان هناك أي شخص يفهم حقا شعور السلطات المغربية والشعب المغربي" مباشرة بعد ذلك غضبت الجزائر من تصريحات السفير التركي لدى الرباط، والتي عبر فيها عن دعم بلاده لوحدة أراضي المغرب، واصفا نزاع الصحراء بأنه "مصطنع تماما ويحقق الفائدة لأطراف ثالثة هدفها إعاقة التنمية في المنطقة" استدعت الخارجية التركية سفيرها لدى الرباط عمر فاروق دوغان. وقال السفير التركي لدى الرباط “نريد أن يتمكن البلدان الشقيقان من الجلوس والتوافق والتوصل إلى حل وسط، ولهذا السبب فإنني أعلق أهمية كبيرة على سياسة اليد الممدودة التي كررها جلالة الملك محمد السادس في خطاباته الأخيرة من أجل إيجاد حل لنزاع الصحراء، ونحن ننتظر أن تستجيب الدولة المجاورة لنداءات العاهل المغربي”. وأضاف عمر فاروق دوغان: “نحن نؤيد التنمية العادلة في المنطقة، ونعتقد أن هذا صراع مصطنع بحت يعود بالفائدة على أطراف ثالثة هدفها إعاقة التنمية في المنطقة، بما في ذلك المغرب”. تصريحات السفير التركي منسجمة تماما مع الواقع والمنطق، ومنسجمة أيضا مع السياسة التركية التي ترفض أي انفصال أو تقسيم للوحدة الترابية لكل البلدان، لكن رغم ذلك تعرض السفير للانتقام، وهو انتقام يعكس تذبذب الموقف التركي من الوحدة الترابية للمغرب، رغم أن المغرب يتضامن بشكل مطلق مع الوحدة الترابية لتركيا. لكن كل هذا لا يجب أن ينسينا أن الدبلوماسية المغربية لا تزال تتصرف بمنطق الانفعال والحماس الطفولي، كما أن المغرب ارتكب خطأ كبيرا إبان زيارة رجب طيب أردوغان للمغرب قبل سنوات، حين كاد يجد نفسه وحيدا، بينما حظي في الجزائر باستقبال أسطوري. لنغير سلوكنا أولا..