رضوان بنصار كيف نتعامل مع التعثر الدراسي وتحويله إلى طاقة إيجابية؟.. هي في الحقيقة رسالة موجهة إلى جميع التلاميذ والطلبة الذين اجتازوا الاختبارات الأخيرة، فهناك من وُفق.. وهناك من تعثر. والآن، بعد أن هدأت النفوس وقلت التساؤلات والاتهامات، وخفت صوت المنتقدين والمعلقين، جراء فشل بعض التلاميذ في اجتياز عقبة البكالوريا. سنحاول قدر الإمكان، ومن موقعنا ومسؤوليتنا التربوية تجاه تلامذتنا، أن نُشحن هممهم، ولاسيما في هذه الظرفية، من خلال مساعدتهم على طرد اليأس من تفكيرهم، وتحفيزهم على بذل المزيد من الجهد مقرونا بالحماس، ليتداركوا ما فات. فلا شيء ضاع طالما هناك أمل في النجاح. في البداية أهنئ كل التلاميذ الذين استطاعوا أن يجتازوا محطة البكالوريا بسلام ، وحظ أوفر كما أقول دائما للمستدركين منهم، ومن تأجلت فرحتهم إلى الموسم الدراسي المقبل، فلن أقول لكم أنكم فشلتم، أولم تبلوا البلاء الحسن في الامتحانات؟ ولكن هناك ظروف وعوامل عديدة تتداخل فيما بينها تحول دون تحقيق ما يتمناه كل تلميذ وكل إنسان بصفة عامة. الرسوب والنجاح من الأمور التي علينا أن نتعود عليها في هذه الحياة، فالنجاح الحقيقي هو أن يناضل كل إنسان من أجل تحقيق هدفه، وهذا النضال تعتريه العديد من المطبات والكبوات، فالأعمال بالخواتم. فما عليكم الآن، تلاميذي الأعزاء، هو أن تحولوا سإقوطكم وتعثركم إلى قوة وانتصار، ثقوا في أنفسكم وقدراتكم، جددوا طاقتكم، صححوا أخطاءكم، غيروا من أسلوب تفكيركم وطريقة عملكم، فكروا بإيجابية، فالقادم سيكون أحلى بإذن الله. عزيزي التلميذ، عزيزتي التلميذة، لا شك أن الفشل الدراسي يمكن أن يكون تجربة صعبة ومحبطة، ولكنه في الحقيقة ليس نهاية الطريق. بدلاً من أن يكون عائقاً، يمكن أن يتحول إلى فرصة للتطور والنضج. فمن خلال بعض الخطوات المدروسة والإصرار على التغيير، يمكنك تحويل هذه التجربة إلى نقطة انطلاق نحو النجاح والتميز. فإليك، عزيزي التلميذ، بعض الخطوات التي يجب عليك أن تدركها لتتعامل مع التعثر الدراسي، ولا أسميه فشل دراسي، بكل حماس ومسؤولية: أولا : عليك أن تواجه نفسك بكل صدق، بعيدا عن الأنانية، لتستطيع أن تصل إلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا التعثر.بمعنى استفسر نفسك : ثانيا : هل كانت مشكلتك في تنظيم الوقت؟ بمعنى هل كانت مدة تحضيرك واستعدادك للامتحان كافية؟ هل استطعت أن تُقسم وقتك وتُكيفه أثناء إجابتك على الأسئلة؟ ثالثا : هل واجهت عراقيل في فهم وضبط بعض الدروس؟ رابعا: هل كنت تعاني من ضغط نفسي كبير أو ظروف خارجة عن إرادتك؟ خامسا: وأخيرا، تذكر دائماً أن الفشل ليس نهاية العالم، بل انطلاقة جديدة تحمل معها فرصاً للتعلم والنضج. كل خطوة تخطوها نحو تحسين ذاتك تجعلك أقرب إلى تحقيق أحلامك. لا تدع الفشل يحدد مستقبلك، بل اجعله درساً يقودك نحو النجاح. أنت قادر على تحقيق أحلامك إذا آمنت بقدراتك وثابرت على العمل لتحقيقها. المهم، تلميذي العزيز، قم بتدوين كل الأسباب الممكنة والموضوعية التي حالت بينك وبين تحقيق ما كنت تتمناه. فهذا التحليل أو النقد الذاتي، إن صح التعبير، ليس هدفه أن تلوم نفسك، بل فهم الجوانب التي يمكنك العمل على تطويرها. وختاما أوجه رسالة إلى الآباء، احضنوا أبناءكم، ابتسموا في وجوههم، امسحوا على رؤوسهم، خففوا عنهم الضغط في هذه المرحلة، وذلك بعدم لومهم وانتقادهم، استعملوا كل المصطلحات التحفيزية والتشجيعية أثناء مخاطبتهم ومحاورتهم، ثمنوا مجهوداتهم، لا تقارنوا بينهم وبين زملائهم الناجحين والمتفوقين. وأخيرا أخلصوا لهم الدعاء.