بسبب الجفاف وسوء تدبير مياهه.. واد ملوية عاجز عن بلوغ مصبه “لأول مرة في تاريخه”

المساء اليوم:
أدى تراجع صبيب واد ملوية، أحد أكبر أنهار المغرب، بحيث بات عاجزا عن بلوغ مصبه في البحر الأبيض المتوسط، “لأول مرة في تاريخه”، الأمر الذي يُهدد الأراضي الزراعية والتنوع البيولوجي في المنطقة.

وتعود أسباب تراجع صبيب النهر إلى الإفراط في استهلاك مياهه، وفق الخبير البيئي محمد بنعطا، كما “أن قساوة الجفاف قلبت موازين الطبيعة في هذه المنطقة الزراعية حيث صارت مياه البحر المالحة تغزو مجرى النهر على مدى 15 كيلومترا”، ما دفع المزارعين على ضفتيه إلى التخلي عن زراعة أراضيهم بسبب ملوحة المياه وتأثيرها على التربة، إذ تصل حتى سبعة غرامات للتر الواحد، بينما يفترض ألا تتعدى ملوحة المياه العذبة 0.5 غرام للتر الواحد.

وبسبب توالي مواسم الجفاف في السنوات الأخيرة، يعاني القطاع الزراعة والفلاحة في المغرب، ويتوقع أن يستفحل الأمر في أفق العام 2050 بسبب تراجع الأمطار -11%) وارتفاع درجات الحرارة (+1.3 درجات)، بحسب تقرير لوزارة الزراعة. وفضلا عن سنوات الجفاف فإن أصابع الاتهام توجه أيضاَ إلى “سوء تدبير” مياه النهر، والإفراط في استغلالها من خلال محطتين للضخ وثلاثة سدود في المنطقة، ورغم أن محطة الضخ الثانية لم يبدأ العمل بها سوى قبل ستة أشهر، “إلاَّ أن مزارعي المنطقة، يقولون إنها كانت بمثابة الضربة القاضية بالنسبة لمزارعي حوض ملوية السفلى”.

وتعطى الأولوية في الاستفادة من مياه الري لمزارع الأشجار المثمرة البعيدة عن مصب النهر، ما يمثل في نظر العديد من المزارعين “قسمة غير متكافئة”، فيما أوضح المدير الجهوي لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات‎، محمد بوسفو، أن إعطاء الأولوية لسقي الأشجار “راجع إلى أننا نعيش ظروفا استثنائية”، فإحياء شجرة ميتة أصعب من تعويض حقل خضروات.

وشدد يوسفو على أن السبب الرئيسي لندرة مياه النهر هو الجفاف والملوحة، “أما محطتا ضخ المياه فليس لهما تأثير كبير على صبيبه، وقد أجريت دراسات قبل إنشائهما لتفادي أي اختلال في توازن النهر”. وتشير توقعات وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات‎. إلى أن الجفاف سيؤدي إلى تراجع مخزون مياه الري في أفق العام 2050، “إلى مستوى قد يصل حتى 25%” على الصعيد الوطني.

ويتخوف المزارعون في منطقة ملوية من تأثير هذه التغيرات البيئية على أوضاعهم المعيشية، كما أن الوضع ليس أفضل حالا في الضفة اليمنى لنهر ملوية الممتد على نحو 500 كيلومتر انطلاقا من جبال الأطلس المتوسط، إضافة إلى أن الوضع يُهدد المحمية الطبيعية التي يحتضنها مصب النهر وهي الأهم في المنطقة الشرقية.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )