لاكتشاف سر “الحياة المديدة”.. دراسة حالة أكبر معمرة بالعالم

المساء اليوم:

يدرس العلماء حالة أكبر معمرة في العالم في محاولة للكشف عن سر العمر الطويل، بعد أن أذهلتهم الصحة الممتازة “للجدة الخارقة” التي ناهز عمرها 116 سنة.

ولدت ماريا برانياس في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية عام 1907، لكنها عادت إلى إسبانيا عندما كانت في الثامنة من عمرها واستقرت في كاتالونيا.تعيش السيدة برانياس، المعروفة بين متابعيها على موقع “إكس” (سابقاً بـ”تويتر”) باسم “الجدة الكاتالونية الخارقة”، في كاتالونيا منذ ذلك الحين وتقيم في دار رعاية المسنين “ريزيدنسيا سانتا ماريا ديل تورا”، منذ 22 عاماً، وفقاً لموسوعة “غينيس” للأرقام القياسية.

والآن، وافقت صاحبة الرقم القياسي العالمي على الخضوع لاختبارات علمية – التي يأمل الباحثون في أن تعزز فهمهم لبعض الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل أمراض الجهاز العصبي أو أمراض القلب والأوعية الدموية. على رغم عمرها، لا تعاني ماريا برانياس أي مضاعفات صحية سوى بعض المشكلات المتعلقة بالسمع والحركة، ولا تزال تتمتع بذاكرة قوية. وقالت العالمة مانيل إستلر لـ ABC الإسبانية إن السيدة برانياس “تتمتع بذهن صافٍ تماماً.

تتذكر بوضوح مثير للإعجاب أحداثاً حصلت عندما كان عمرها أربع سنوات فقط، كما أنها لا تعاني أي أمراض في القلب والأوعية الدموية، وهي أمراض شائعة لدى كبار السن”. وتركز إستلر، وهي عالمة إسبانية مشهورة، على علم الوراثة وأثره في الحالات الصحية، تعرفت أخيراً إلى السيدة برانياس وانتابها الفضول حول كيفية تأثير تركيبها الجيني في شيخوختها، وبعد حديث طويل مع ماريا برانياس، تعتقد العالمة إستلر بأنه لا بد من أن هناك مزيداً لاكتشافه من أجل معرفة سر طول عمرها.

لم تكن حياة ماريا برانياس المميزة سهلة. لقد نجت من زلزال أثناء وجودها في الولايات المتحدة ومن حريق كبير ومن الحربين العالميتين والحرب الأهلية الإسبانية ووباء الإنفلونزا الإسبانية، وأخيراً نجت من فيروس كورونا، الذي أصابها عام 2020.

فقدت ماريا برانياس والدها عندما كانت صغيرة جداً بينما كانت العائلة على متن سفينة من الولايات المتحدة إلى إسبانيا، فتوفي بسبب مرض السل الرئوي، بحسب ما ذكرت موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية. علاوة على فقدان والدها، عانت فقدان السمع الدائم في إحدى أذنيها أثناء وجودها على متن سفينة نتيجة لوقوعها أثناء اللعب مع إخوتها.

وعلى رغم الأوبئة والحروب المختلفة التي عايشتها، إلاّ أن طول عمرها جعل العلماء يتساءلون عن سرها. وقالت إستلر في حديثها، “نحن نعرف العمر الزمني لماريا، 116 سنة، لكن يجب علينا تحديد عمرها البيولوجي”، معتقدةً بأن السيدة برانياس “أصغر بكثير” من الناحية البدنية.

وقام العلماء بأخذ عينات بيولوجية من اللعاب والدم والبول لبرانياس، والتي يعتقد بأنها العينات البيولوجية “الأطول عمراً” وذات قيمة علمية كبيرة، بحسب تصريح جوزيب كاريراس، رئيس معهد أبحاث سرطان الدم، هذه العينات ستقارن مع عينات الابنة الوسطى لماريا برانياس ، والتي تبلغ من العمر 79 سنة.

وكثيراً ما تُسأل المُعمرة عن سر حياتها الطويلة، وتستخدم حسابها على موقع “إكس” لنشر نصائحها للآخرين. وعزت طول عمرها إلى “النظام والهدوء والتواصل الجيد مع العائلة والأصدقاء والتواصل مع الطبيعة والاستقرار العاطفي وعدم القلق وعدم الندم وكثير من الإيجابية والابتعاد من الأشخاص السامين”.

ومع ذلك، فهي تنسب أيضاً جزءاً كبيراً من الأمر إلى الحظ، وقالت إستلر “من الواضح أن هناك عاملاً وراثياً على اعتبار أن هناك عدداً من أفراد عائلتها الذين تخطوا الـ 90 سنة”. كما ستستخدم العينات البيولوجية النادرة لتقييم جيناتها والتي من المأمول أن تؤدي إلى تقدم الأبحاث حول الأدوية التي يمكن أن تساعد في الأمراض المرتبطة بالعمر والسرطان، أما بالنسبة إلى برانياس، فقالت على حسابها على منصة “إكس” إنها “سعيدة جداً لأن بإمكانها أن تكون مفيدة للبحث والتطور”.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )