المساء اليوم - هيأة التحرير: حتى الآن فإن البشرية منشغلة بالبحث عن لقاحات وأدوية كثيرة، آخرها اللقاح ضد الكوفيد، وقبله السرطان والزهايمر وأمراض كثيرة ابتليت بها الإنسانية، عافانا وعافاكم الله منها جميعا. لكن في ظل كل هذا البحث عن أدوية لأمراض مستعصية، ننسى مرضا اسمه الجزائر، أو على الأصح حكام الجزائر، وهو مرض عصي على الفهم، والمرض الذي لا يمكن فهمه من الصعب جدا علاجه، لأن أولى أبجديات العلاج هو أن يعترف المريض بمرضه. من المحزن حقا أن ندرك أن المغاربة هم المعنيون أكثر بإيجاد لقاح ناجع للمرض الجزائري، لأن القدر وضعهم قرب جار يتمنى كل كائن حي أن يكون بعيدا عنه.. بعيدا جدا. لن نسرد الكثير عن مظاهر الداء الجزائري، لكننا نعاين ما جرى مؤخرا قبل وبعد انطلاق كأس إفريقيا للمحليين "الشان" التي تجري في الجزائر، وهي حالة سيسجلها التاريخ على اعتبار أنها واحدة من أكثر مظاهر الحمق في تاريخ البشرية. من المثير حقا أن ينظم بلد تظاهرة رياضية ثم يمنع بلدا من القدوم إليه مباشرة، أو يشترط عليه ركوب طائرة غير طائرته.. في تطبيق حرفي للحمق على الطريقة الجزائرية! لكن الأغرب من كل هذا هو عندما افتتحت "الشان" وجاءت الجزائر بحفيد مغمور لبطل معلوم، لكي يفتتح المنافسات بالدعوة إلى الحرب وقتال المغرب، وهي فضيحة لا يتحمل حكام الجزائر وحدهم وزرها، لأننا نعرف مقدار حمقهم، بل إن الاتحاد الدولي لكرة القدم ملزم بتفسير ما جرى في واقعة غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم، وفي تاريخ المنافسات الرياضية عموما. كان المناضل الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا بطلا للصمود، وسيظل نبراسا لكل الشعوب المضطهدة، وحين جاء المغرب في زيارة رسمية فإنه أشاد بالدعم الكبير الذي قدمه المغرب لنضال أفارقة جنوب إفريقيا. لكن الكثير من الأجداد الأبطال والحكماء لهم أحفاد حمقى، لذلك رأينا حفيده (الذي لم نكن نعرفه) وهو يحول التظاهرة الكروية بالجزائر إلى سيرك، بل أكثر من ذلك، حولها إلى منبر للدعوة إلى القتل والحرب ضد بلد لا يفعل أكثر من الدفاع عن سيادته ووحدته الترابية. لن نقول المزيد حول المقابل الذي قبضه الحفيد الأرعن، لكننا ننتظر ما ستقوم به الفيفا نهاية "الشان"، وننتظر أكثر أن يفاجئنا الخبراء والأطباء يوما بإنتاج لقاح ناجع ضد مرض صعب.. اسمه "لقاح الجزائر"! وقديما قال الشاعر وكأنه يصف حكام الجزائر: لكل داء دواء يستطب به// إلا الحماقة أعيت من يداويها