المساء اليوم - هيأة التحرير: قلناها أكثر من مرة ولا نزال نكررها، على هؤلاء السياسيين المتحكمين في رقاب المواطنين أن ينتبهوا جيدا، بل يجب أن "يُصحْصحوا" بقوة، لأن ما يفعلونه لم يعد يطاق، وصار استفزازا مباشرا لمشاعر الناس وجيوبهم. قلناها عندما قررت عمدة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، اقتناء سيارات لأعضاء مقاطعات المدينة بمبلغ أربعة مليارات، وقلناها لرئيس الجهة، عبد اللطيف معزوز، عندما قرر عقد اتفاقية مع جمعية فنية لدعم الموسيقى الكلاسيكية، بمبلغ لا يقل بدوره عن أربعة مليارات، ونقولها اليوم لرئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، الذي يبدو أن المنصب الذي لم يكن يحلم به أصابه بالدوخة فهرع جريا لشراء 11 سيارات فاخرة لأعضاء مكتب المجلس، بسعر لا يقل عن نصف مليار.. وبلغة الشعب.. 500 مليون سنتيم. ما يجري هذه الأيام في البلاد يصعب فهمه، فالناس لا يزالون يتأوهون ويئنون تحت وطأة مخلفات فيروس كورونا، ولا يزال المواطنون يُقتّرون في استعمال الزيت والغاز وغير ذلك، ولا يزال المغاربة يحترقون فوق نار المحروقات، ولا تزال هناك أشياء كثيرة تضع المغاربة فوق مرجل يغلي من نار الأسعار وصعوبة الحياة، وبعدها نجد ميارة والرميلي ومعزوز يقتنون سيارات فارهة بالملايير أو يدعمون الموسيقى الكلاسيكية. ما فعلته الرميلي وميارة ومعزوز فضائح حقيقة تتطلب المحاسبة، بل المحاكمة، وينبغي على عقلاء هذه البلاد أن ينتبهوا جيدا لأن هذا الاستفزاز المباشر والفاقع للناس في أوقات صعبة جدا لا يصب في مصلحة البلاد. ولكن لا ينيغي أن نحصر هذا الاستفزاز في هؤلاء الثلاثة، ومؤخرا اقتنت وزارة العدل خمس سيارات فاخرة، وهناك وزارات ومصالح أخرى فعلت الشيء نفسه، بينما تبذير المال العام على قدم وساق هنا وهناك، من دون حساب آلاف أطنان المحروقات التي يستهلكها جيش من الرهوط الانتخابيين بدعوى "قضاء المصالح"، مع ما يضاف إليها منن تعويضات النقل والسفر. وقد نستعير عبارات من بيان للجمعية المغربية لحماية المال العام ونقول إن هناك فعلا روائح كريهة في الأفق، روائح لا تنذر بالخير في حال استمر هذا الاستفزاز، وأنه ينبغي فعلا أن نتوقف عن التخاذل ونخاطب المسؤولين مباشرة ونقول لهم: من له مصلحة في إثارة كل هذا الاستفزاز..؟ كنا نعتقد بأن البلاد تخلصت من نفاق "البيجيدي" فجاءت لهطة ونفاق "البيجيدي2"، وهي أحزاب أقل ما يقال عنها إنها تضم خليطا من المسترزقين والانتفاعيين والمنافقين الذين لا تهمهم مصلحة البلاد والعباد بقدر ما تهمهم مظاهر الركوب في سيارات فارهة والاستمتاع بالمال العام و"لعب العشرة" على المواطنين المكتوين بنيران الأزمة والأسعار. أقل ما يمكن أن نقوله لهؤلاء هو "حْشوووومة".. فالمغاربة الأصلاء ليس من شيمهم كل هذا الاستفزاز.. لكن بلغة القانون والسياسة نقول لهم إنكم تستحقون المحاكمة.. محاكمة حقيقية وليست صورية أو رمزية. فْهمونا الله يهديكم..