المساء اليوم - هيأة التحرير: لم تطل الهدنة بين الأسواق وجيوب المغاربة، حيث عادت الأسعار مجددا إلى التحليق في العلالي وارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة، بما في ذلك المواد الأساسية من خضر وفواكه. ولم يتعب أعضاء لوبي الأسواق في البحث عن ذرائع لهذا الارتفاع الجديد والمفاحئ، حيث ألقوا التهمة سريعا على العاصفة التي ضربت عددا من مناطق المغرب، والتي اعتبروها المسؤولة المباشرة عن هذا اللهيب الذي يحرق جيوب المغاربة. ويبدو أن الناس الذين أفلتوا من تبعات هذه العاصفة لن يفلتوا من تبعاتها، رغم أن المقارنة بين آثار العاصفة على المواد الفلاحية والأسعار الملتهبة تعتبر عصية على الفهم. والمثير أن ارتفاع الأسعار شمل حتى المواد الغذائية التي كانت في المخازن أو في المناطق التي لم تصلها العاصفة، وهي العاصفة التي أثرت بشكل خاص على بعض أنواع الفواكه مثل لافوكا، التي تعتبر أسعارها بعيدا جدا عن متناول أغلب المغاربة حتى في الأيام العادية. وارتفعت أسعار الطماطم مجددا إلى 10 دراهم، بينما ناهز سعر العنب العشرين درهما، وسعر الكيلوغرام من الليمون جاوز بدوره العشرين درهما، ونفس الشيء بالنسبة لباقي المواد الاستهلاكية الضرورية. وقال محمد الزمراني، رئيس الجمعية المغربية لمنتجي ومصدري مختلف المنتجات إلى إفريقيا والخارج، في تصريح لموقع اخباري مغربي، إن العاصفة التي شهدتها البلاد أثرت بشكل كبير على المنتجات الفلاحية بمختلف أنواعها، خاصة ثمار الأشجار، معلقا بأن “العاصفة قلبت السيارات في الشارع فما بالك بالثمار في الأشجار”. وأوضح الزمراني أن “ارتفاع درجات الحرارة التي شهدتها البلاد، والتي كانت في غير أوانها، ثم بعدها العاصفة الريحية، أثرا بشكل كبير على الإنتاج، مما سينعكس بشكل كبير على الأسعار”. ويبدو أن جمعية منتجي ومصدري الخضر والفواكه لا يمكنها أن تتحمل درهما واحدا من الخسارة، لذلك ألقت بتبعات العاصفة على كاهل المستهلك المغربي، الذي يتحمل لوحده كل آثار العوامل الطبيعية مثل الجفاف والبيانات والعواصف والبرد والحر والثلوج والعواصف الرملية والترابية. وفي الوقت الذي يتحمل فيه الفلاحون والمصدرون جزءا كبيرا من تبعات العوامل الطبيعية التي يمكنها أن تضر بالمنتجات الفلاحية، إلا أن الوضع في المغرب مختلف تماما حيث يتحمل المستهلك لوحده تبعات ذلك، وبشكل مبالغ فيه أيضا، في ظل غياب شبه كلي لآليات المحاسبة والمراقبة من طرف الدولة. ويبدو أن هذه العاصفة المسكينة لو كانت تعلم ما يدور في رؤوس لوبي الغلاء المتجبر لغيرت طريقها فورا نحو مكان آخر.. لكن قدر الله وما شاء فعل..!