مؤسسة طنجة المتوسط تحرم القرى المجاورة من الماء.. وتدعم مهرجانا “للشيخات الذكور”

المساء اليوم – :

لا تزال الحيرة مستبدة بالسكان الذين يقطنون بالقرى المجاورة لميناء طنجة المتوسط، بسبب حرمانهم من الماء الشروب، في الوقت الذي تدعم فيه مؤسسة طنجة المتوسط، المعروفة باسم “طيمسا”،  أنشطة غريبة، من بينها مهرجان غنائي للشيخات الذكور..!

وظهر اسم المؤسسة من بين أبرز الداعمين لمهرجان يسمى “كباريه الشيخات”، والذي يقام منذ بضع سنوات بطنجة، والذي لا يكاد يحظى بأية متابعة شعبية، وعادة ما يحضره أجانب وموظفو السفارات والقنصليات الأجنبية بالمغرب، للاستمتاع بأجوائه الغرائبية التي لا علاقة لها بواقع المجتمع المغربي.

غير أن المثير في هذا المهرجان هو أن “الشيخات” فيه ذكور، لكنهم يرتدون أزياء نسائية خاصة بالشيخات مثل القفاطين. كما يضعون مساحيق على وجوههم ويرددون أغاني الشيخات في الأصوات أيضا.

ويقول منظمو المهرجان إن هذا المهرجان يعيد الاعتبار للشيخات، بينما يتساءل متابعون إن كان المهرجان يعيد الاعتبار فعلا للشيخات أو أنه يسيء إليهن، على اعتبار أن تراث الشيخات تراث مغربي عريق وليس في حاجة إلى إعادة الاعتبار إليه بهذه الطريقة الغريبة.

وتقول مصادر ل”المساء اليوم” إن الشيخات الحقيقيات أدين أدوارا بطولية خلال مقاومة الاستعمار أو ضد الظلم والحكرة، مثل الشيخة الشهيرة خربوشة، التي تعتبر مقاومة أسطورية، لذلك فإن هذا الفن الأصيل، يقول المصدر، ليس محتاجا لذكور يلبسون ملابس النساء ويضعون مساحيق لإعادة الاعتبار إليه.

وتساءلت هذه المصادر عن سر دعم هيآت وجهات أجنبية لهذا المهرجان، وهل الهدف من ذلك “إعادة الاعتبار للشيخات” أو الإساءة إليهن، أم أن هناك هدفا آخر غير معلن هدفه تشجيع ظواهر معينة في المجتمع.

وبدا مثيرا أن من بين الداعمين الرئيسيين لمهرجان “كباريه الشيخات” توجد مؤسسة طنجة المتوسط، التي تدعم أيضا فعاليات مختلفة أخرى، في وقت يعاني الكثير من السكان المجاورين للميناء المتوسطي من الهشاشة والفقر وانعدام فرص العمل، وأكثر من هذا ندرة الماء، رغم وجود سد كبير بمنطقتهم.

ويقول السكان إنه من حق مؤسسة طنجة المتوسط أن تدعم ما تريد، لكن بصفتها مؤسسة اقتصادية وطنية كبرى وتفخر بأرقام أرباحها الفلكية كل عام، فكان يجدر بها توفير الماء على الأقل للقرى المجاورة لها، بما فيها مدارس محرومة تماما من الماء..!

يذكر أن مساحات هائلة من أراضي السكان تمت مصادرة ملكيتها من أجل إلحاقها بالأنشطة الاقتصادية للميناء المتوسطي، بما فيها الأراضي التي أقيم عليها سد كبير يزود الميناء المتوسطي بالماء، غير أن مياه هذا السد يستثنى منها عدد كبير من سكان القرى المجاورة للميناء، الذين يظلون لأيام أو أسابيع محرومين من المياه، سواء في فصل الصيف أو الشتاء.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )