مسار مثير لأرض منهوبة من مسجد في طنجة.. ومحاولات لفرض الأمر الواقع بالقوة

المساء اليوم – طنجة:

بعد أن تم سجن شخصين وتوبع ثالث في حالة سراح بتهمة التزوير والنصب والاحتيال، وبعد تراجع سبعة من الشهود رسميا عن شهادتهم السابقة بعد اكتشاف أنهم تعرضوا للخديعة، وبعد الإجماع على أن الأرض موضوع “النزاع” هي في الأصل تابعة لمسجد، فإنه كان متوقعا أن تعود الأرض لأصحابها، غير أن ما حدث هو أن الجرافات بدأت “تحرث” الأرض المنهوبة تمهيدا لإنشاء تجزئة سكنية راقية..!
هذا هو ملخص حكاية أرض مساحتها قرابة هكتارين، تابعة لمسجد حي “مسترخوش” بطنجة، والتي بدأت محاولات نهبها قبل أزيد من 20 عاما، ولا تزال مستمرة حتى اليوم.
الحكاية بدأت ستة 2003، حين زعمت امرأة غريبة عن الحي، أن الأرض التي يعرف الجميع أنها في ملكية مسجد عمر ابن الخطاب في حي مسترخوش، هي في الأصل ملكية خاصة لها، وبما أنها لا تملك أية وثيقة تثبت ذلك، فقد لجأت إلى استضافة “شهود” في منزلها في مناسبة عائلية، ووقعوا على وثيقة لا يعرفون كنهها، ليكتشفوا بعد ذلك أنهم وقعوا على شهادة لإثبات ملكية المرأة لأرض المسجد، وليس لشهادة زفاف كما كانوا يعتقدون..!

بعد ذلك تراجع الشهود عن شهاداتهم، عبر وثيقة مكتوبة عند العدول، لكن تبين بعد ذلك أن ما قامت به تلك المرأة مجرد خطوة أولى في عملية نصب محبوكة سلفا، يقودها أشخاص معروفون بنهب الأراضي والممتلكات في طنجة.
والمثير أن المرأة التي زعمت ملكيتها للأرض أنجزت “عقد حيازة” يوم 12 مارس، وباعتها يوم 12 مارس، أي بعد يومين فقط، ليتبين أنه تم تقديمها فقط من طرف شبكة نصب محترفة لنهب الأرض، التي توجد في منطقة يساوي سعرها ذهبا.
“جمعية البر” التي تشرف على شؤون المسجد، رفعت دعوة قضائية ضد المرأة، وأشخاص آخرين في الشبكة، من بينهم المدعو ص. أ، و محسن. ب، وآخرون، فتم الحكم بالسجن على شخصين وتوبع الباقون في حالة سراح.
والغريب أن أحد المتهمين بالنصب له شهرة واسعة في عمليات أخرى بخصوص البحث عن الكنوز في باطن الأرض وطرد الجن، فصار مزدوج التخصص، أي أنه لا يطرد الجن فقط من ممتلكاته، بل يطرد البشر أيضا..!
هذا الملف، الذي دخل دواليب القضاء منذ سنوات طويلة، لم يخرج منه إلى حد الآن، وكان يعتقد أن الأرض ستعود إلى أصحابها الحقيقيين قبل أن يكتشف سكان المنطقة مؤخرا قدوم أشخاص غرباء إلى الأرض وتسييجها، قبل أن تبدأ الجرافات بالحفر.
هذه العملية كشفت عن معطيات كثيرة أخرى، وهي أن الأرض كانت تنتقل باستمرار، وبسرعة أيضا، من شخص إلى آخر، لأن كل شخص يشتريها يكتشف التلاعب في وثائقها، فيحاول بيعها بسرعة حتى لا يتورط في مشاكل قانونية.

إثارة أخرى في هذا الملف، وهي أن العدول الذين كانوا يكتبون الوثائق هم أنفسهم في كل المراحل، أي أنهم تخصصوا في هذا الملف من البداية حتى للنهاية..!
كما أن ناهبي الأرض تصرفوا كشبكة إجرامية، بل وحفظوا الأرض في وقت قياسي، وأكثر من هذا تم تقديم طلبين مختلفين لتحفيظ نفس الأرض من طرف شخصين مختلفين، قبل أن يتفاهما، وفي النهاية تنازل أحدهما للآخر في ظروف غامضة، مخافة اكتشاف أمرهما معا..!

هناك جانب إضافي من الإثارة وهو أن آخر مشتر لهذه الأرض هي شركة عقارية يرأس مجلسها الإداري شخص يسمى نصر الله الكرطيط، وأكيد أن هذا الإسم ليس مغمورا، بل هو الرئيس الحالي لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم وعضو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وله مناصب أخرى مختلفة.
كما أن الكرطيط لا يزال يزور باستمرار غرفة جرائم الأموال بالرباط في ملف ما.. إنها إثارة بلا نهاية..!

ملف أرض مسجد مسترخوش دخل أيضا مكاتب مختلف الهيآت والمسؤولين، فقد راسلت “جمعية البر” عدة جهات مثل الديوان الملكي ومكاتب ولاة طنجة المتعاقبين ومسؤولين ومنتخبين آخرين، ولا يزال الأمل قائما في محاسبة الشبكة التي نهبت الأرض، وأيضا الوقف الفوري لمحاولات فرض الأمر الواقع بالقوة.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 1 )

  1. عبدالسلام بنداود :

    وما العمل الآن إذا كان فرض أمر الواقع بالقوة المالية وتضرر الساكنة بالدرجة الأولى غلق الطريق الوحيد المؤدي للحي لجميع الخدمات إسعاف المطافئ عمال النظافة إدخال مقتنيات المنزل كنا نأمل أن تكون منطقة خضراء وملاعب للقرب ودار للشباب هذا الحي يفتقد لأدنى مقومات البنية التحية لكن للأسف صعقنا بهذا الخبر ونهب أراضي هي في ملكيةمسجد عمر ابن الخطاب بطنجة كما نعرف نحن أبناء الحي

    0