المساء اليوم - هيأة التحرير: من المطلوب ألا تمر بسهولة فضيحة "المخيم الوهمي" في الجديدة والذي كشف عن فضيحة جنسية مدوية ضد الأطفال، لأن هناك الكثير مما يقال في هذا الموضوع الذي يتظاهر المجتمع المغربي باللامبالاة أمامه. لقد شاهد الكثيرون كيف كان يتصرف ذلك الذئب البشري مع طفل في شاطئ عمومي وأمام عيون باقي الأطفال، بل وأمام عيون العابرين، وكأنه يقوم بفعل طبيعي، وهذا يدل على أنه اعتاد ممارسة هذا السلوك الإجرامي وأصبح بالنسبة إليه أمرا طبيعيا.. فقد فعله مئات المرات. وفي انتظار أن يسمع المغاربة حكم العدالة، فهناك الكثير جدا مما يقال في هذا الموضوع الخطير، والذي يستفحل كثيرا في مجال كرة القدم، وخصوصا بين الفئات الصغرى، إلى درجة أن هذه الظاهرة صارت كابوسا حقيقيا للأسر وفيروسا ينخر جسد الكرة المغربية. ومنذ أكثر من سنة كان عضو في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس عصبة، وهو عبد اللطيف العافية، قد صرح بأن التحرش الجنسي بالأطفال في فرق كرة القدم صار أمرا مخيفا، وقال إنه يعرف الكثير من حالات التحرش الجنسي ضد أطفال ويعرف المتورطين بأسمائهم وصفاتهم، بل وعبر عن استعداده للإدلاء بشهادته أمام الأمن والقضاء، وفي النهاية لم يحدث شيء وكأنه كان يتحدث عن التحرش الجنسي بين الذباب الأزرق، فلا الأمن تحرك ولا القضاء انتفض ولا النيابة العامة قررت أن تمارس عملا من صميم مهامها وهو فتح تحقيق في جرائم مفترضة. بل حتى جمعيات حماية حقوق الطفل لم تحرك ساكنا، مع أن بعض هذه الجمعيات تطالب بإخصاء، بل بإعدام المتحرشين بالأطفال، لكنها لم تكلف نفسها عناء الاهتمام بهذا الموضوع الخطير الذي يوازي القتل في خطورته. وبعد أيام قليلة من تصريح العضو الجامعي حول الاعتداءات الجنسية على الأطفال في فرق كرة القدم، خرج أحد أبرز المسيرين في عالم كرة القدم، حسن بلخيضر، بتصريح أكثر قوة وقال بالحرف إنه يعرف متحرشين ومعتدين جنسيا على الأطفال يتم تكريمهم، واستنكر هذا الصمت الجماعي في الموضوع، مع أن ذلك يهم فلذات أكباد المغاربة. وأضاف بلخيضر انه يتوفر على ملفات لأطفال معتدى عليهم جنسيا، وقال إن عددا من المسيرين والمدربين يتبادلون الأطفال كما يتبادلون أوراق اللعب، وتوعد المتحرسين بمقاضاتهم وفضحهم، ومن الأكيد أن بلخيضر يتوفر على الكثير من الملفات التي يمكنها أن ترسل الكثير من "الفاعلين" في عالم كرة القدم إلى السجن مباشرة وبأحكام ثقيلة. أكيد أن هناك الكثير من المسيرين في عالم الكرة في كل المدن المغربية الذين يعرفون الكثير جدا، ورغم كل ذلك فالجميع يمارس مؤامرة الصمت في مجتمع منافق ينتفض غضبا فقط عندما ينهزم المنتخب. المصيبة كبيرة، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، هو أول من يجب أن يفتح هذا الملف لأن رائحته صارت نتنة جدا جدا، والقضاء عليه أن يثبت أنه قضاء فعلا، والأمن يجب أن يعتبر أن تأمين عرض وكرامة الأطفال هو أولى أولوياته. نحن بهذا الكلام نلقي بحجر في هذا المستنقع الآسن والآثم.. وننتظر.. لكننا لن نسكت..!