المساء اليوم – أ. مرادي: على الرغم من أن المغرب يعيش، رسميا، واحدا من مواسمه الأكثر جفافا خلال العقود الأخيرة، إلا أن المعطيات التي كشفت عنها جهات رسمية مؤخرا تعطي الانطباع أن المغرب يعيش جفافا وهميا، خصوصا بعد التساقطات المطرية الأخيرة. وكشفت الإحصائيات الأخيرة لوزارة التجهيز والماء، عن ارتفاع حقينة بعض السدود بشكل أكبر مما كانت عليه في العام الماضي، رغم الجفاف الاستثنائي في العام الحالي، وذلك بعض التساقطات المطرية الأخيرة، التي تسببت في فيضانات خطيرة في بعض المناطق، ولعبت دورا محوريا في رفع حقينة عدد مهم من السدود. وفي جهة مراكش – آسفي، بلغت حقينة سدود المنطقة إلى غاية 18 أبريل الجاري، 124.15 مليون متر مكعب، بمعدل ملء نسبته 53.88%، بحسب ما أفادت به المديرية العامة للماء. ورغم أن هذا المعدل هو دون مستوى ملء السدود خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية (61.2%) بمخزون مائي قدره 141 مليون متر مكعب، وفق ما ذكرت المديرية العامة للماء التابعة لوزارة التجهيز والماء، في معطيات حول الوضعية اليومية للسدود بالمملكة، إلا أن سد سيدي محمد بن سليمان الجزولي بإقليم الصويرة، سجل من جانبه، ارتفاعا في معدل الملء، حيث انتقل من 47.8 في المائة إلى 57.9%، أي 9.8 ملايين متر مكعب. وتم تسجيل نفس المنحى التصاعدي بسد أبي العباس السبتي، حيث انتقل معدل الملء من 59.7% في 18 أبريل 2021 إلى 62.9% في الفترة ذاتها من سنة 2022، أي بحجم 15.62 مليون متر مكعب. وأشارت المديرية العامة للماء إلى أن حقينة السدود الرئيسية بالمملكة بلغت حتى 18 أبريل الجاري ما يقارب 5.5 مليارات متر مكعب أي بنسبة ملء قدرها 34.2%. وذكر المصدر ذاته بأنه في الفترة نفسها من السنة الماضية، بلغ المخزون المائي بالسدود 8.3 مليارات متر مكعب، أي بمعدل ملء بنسبة 51.4%، في المقابل، وفق المصدر ذاته، فإن حقينة سد مولاي عبد الرحمان بإقليم الصويرة انتقلت من معدل ملء نسبته 90.7%، حتى 18 أبريل من سنة 2021، إلى 69.9% برسم الفترة نفسها من السنة الحالية. وأضاف أن المخزون المائي بسدي يعقوب المنصور وللا تكركوست سجل انخفاضا، حيث انتقل من 59 مليون متر مكعب (47.9%) إلى 53.1 مليون متر مكعب (42.9%). وفي الوقت الذي ارتفعت حقينة عدد مهم من السدود فإن المغرب لا يزال تحت طائلة الجفاف، وهو ما يمكن تفسيره بكون جزء كبير من الموسم الفلاحي قد تعرض للبوار بفعل الشح الكبير في الأمطار عند بداية الفلاحي، كما أن الأمطار المتأخرة لم تفلح في إنقاذ الموسم الفلاحي في مناطق واسعة من المغرب. ويبدو أن من مميزات الأمطار الأخيرة هي أنها أبعدت عن المغاربة خطر ندرة مياه الشرب، خصوصا خلال الصيف المقبل، كما أنها ستعزز بشكل كبير الزراعات المسقية فيما تبقى من الموسم الفلاحي.