المساء اليوم: تحول اجتماع لحزب الاستقلال بإقليم الحسيمة، إلى ما يشبه "التأبين الذاتي" للحزب بالمنطقة، بعدما فضل الأمين العام، نزار بركة، تهميش عدد كبير من أعضاء ومنتخبي الحزب، والاكتفاء بحضور أشخاص غرباء، في الغالب، تكلف بتجميعهم نور الدين مضيان. وقاطع اللقاء الذي تم أمس الأحد، رؤساء 4 جماعات من أصل 8، فيما وصلت نسبة المقاطعة بشكل عام 90 في المائة من مستشاري الحزب بالإقليم، بينما تم جلب أشخاص من خارج الإقليم لتعويض هذا الخصاص. وبدا خلال الاجتماع حضور أشخاص من طنجة وتطوان وشفشاون وغيرها، من بينهم البرلماني ورئيس مقاطعة بني مكادة بطنجة، محمد الحمامي. كما بدا لافتا، حضور أشخاص لا علاقة لهم بالحزب، وهو ما جعل مصادر استقلالية تصف هذا اللقاء ب"المجزرة التنظيمية"، خصوصا وأن المكلف بسيناريو اللقاء هو نور الدين مضيان، المتابع حاليا أمام المحاكم بتهم السب والقذف والتشهير في حق القيادية الاستقلالية رفيعة المنصوري. وكان أزيد.من 30 من أعضاء ومنتخبي حزب الاستقلال، بينهم رؤساء جماعات وأعضاء بالمجلس الوطني، وجهوا، قبل أزيد من شهرين، رسالة لأمينهم العام لطلب لقاء عاجل لتدارس وضعية الحزب بمنطقة الريف، غير أن هذا الطلب ووجه برفض بركة، لأسباب لم يتم الإفصاح عنها. وكان نزار بركة وصل أمس الأحد إلى الحسيمة في ظل توترات كبيرة تسود صفوف الحزب، حيث يوجه الناقمون على بركة اتهامات لهذا الأخير ب”الانحراف عن مبادئ وقواعد الحزب، وزيغا عن التوجيهات الملكية التي دعت إلى تخليق الحياة السياسية”. ومنذ 11 دجنبر الماضي، تاريخ بعث رسالة من أعضاء ومنتخبي الحزب بإقليم الحسيمة إلى نزار بركة من أجل عقد لقاء تواصلي لتدارس شؤون الحزب بالمنطقة، فإن التجاهل ظل سيد الموقف، حيث تجاهلت قيادة “حزب علال الفاسي” هذه الرسالة، وقررت “الهروب إلى الأمام”، وفق تعبير عدد من الموقعين على الرسالة. غير أن أسوأ ما سيحدث خلال زيارة بركة لإقليم الحسيمة هو مأدبة الغذاء التي سيحضرها الأمين العام، اليوم الاثنين، رفقة قياديين آخرين بالحزب، في بيت نور الدين مضيان، الرئيس السابق للفريق الاستقلالي بمجلس النواب، والمتايع حاليا أمام القضاء بشأن تهم خطيرة متعلقة بالسب والقذف ونهش الأعراض.