منذ الصغر.. يتعلم اللاعبون المصريون قلة الأدب!

المساء اليوم – أ. اعديل:

عندما تكون المشكلة وراثية، فلا معنى لمحاولة علاج المريض، وهذا هو حال اللاعبين المصريين.. وكرة القدم المصرية عموما التي تفهم الكرة بطريقة واحدة، وهي الانتصار بأية طريقة، حتى لو كانت مشينة.

مناسبة هذا الكلام هي المباراة التي جمعت مساء السبت بين المنتخبين المغربي والمصري في نهائي أمم إفريقيا تحت 23 سنة، والتي انتهت بفوز صعب، لكن مستحق للمنتخب المغربي بعد الأشواط الإضافية.

من حق لاعبي مصر الشباب التعبير عن حماسهم والاندفاع كما أرادوا، لكنهم بدؤوا مبكرا حملة “إما أن ننتصر أو نفسد المباراة”، واحتجوا أكثر مما يجب على البطاقة الحمراء ضد لاعب مصري بعد تدخل وحشي ضد اللاعب الزلزولي.

بعدها قام لاعب مصري بحركة غير أخلاقية وأمام كاميرات التلفزيون ضد الجمهور في الملعب، وحتى الجالسين أمام أجهزة التلفزيون، رغم أن المباراة كانت متعادلة في الأهداف.

وفي باقي أشواط المباراة احتج اللاعبون برعونة مبالغ فيها، وهم يذكروننا في ذلك بنظرائهم “الكبار” في المنتخب المصري، وفهمنا أن أدمغة الأشقاء تعاني من معضلة حقيقية في الكبر والصغر.

وعندما سجل المغاربة هدف الفوز في الأشواط الإضافية كان اللاعبون المصريون على وشك ضرب الحكم وانتشال صفارته لكي يقوموا هم بتحكيم المباراة! رغم أن الهدف شرعي مليون في المائة، ثم هاجموا اللاعبين المغاربة لأنهم يعبرون عن سعادتهم بالهدف.

ثم جاء وقت توزيع الكأس والميداليات، وهذه هي الفترة التي يبدع فيها المصريون في التعبير عن الرعونة وقلة الأدب، وذكروننا بما حدث قبل أزيد من عام حين حول لاعبو الأهلي المصري المباراة النهائية لعصبة الأبطال ضد الوداد البيضاوي في الدار البيضاء إلى حفل لشواء الروح الرياضية ورموا الميداليات وسبوا وشتموا وكأنهم هاربون للتو من مستشفيات الأمراض العقلية.

وفي نهائي السبت فعل صغار مصر، أو أغلبهم على الأقل، ما يفعله كبارهم، ونزعوا الميداليات أمام عيون من يعلقها لهم، ورسموا على وجوههم علامات سكرات الموت، وأحدهم ترك يد رئيس الجامعة المغربية، فوزي لقجع، ممدودة في الهواء، وكأنه يقول له: لماذا لم تتركونا ننتصر عليكم!؟

مظاهر كثيرة لقلة الأدب ذات الطابع المصري القح حفل بها هذا اللقاء، ولا بد أن نتذكر مباريات الموندياليتو في المغرب، التي شارك فيها فريق الأهلي المصري وسانده بشدة الجمهور المغربي في ملعب ابن بطوطة بطنجة، لكن المصريين غضبوا لأن الجمهور المغربي في الرباط لم يساندهم أمام ريال مدريد، وفي آخر مباراة لهم بملعب طنجة لم يوجهوا ولا تحية واحدة للجمهور الذي كان يعتبر الأهلي فريقه الأول والمفضل..!

والمعضلة أنه خلف هذه السلوكيات المريضة يوجد جيش من “الإعلاميين” الذين ينفخون في الزمامير لمباركة هذه السلوكيات العدوانية المرضية، بل إن وزير الشباب والرياضة المصري بنفسه تحدث عن “الظروف المعادية” للمنتخب المصري في المغرب وكأنه يتحدث عن حرب. لماذا إذن لا يلعب المصريون كل مبارياتهم في “حضن ماما” ويريحونا ويريحوا أنفسهم!

عموما.. إنهم فعلا فراعنة.. لكن صغار.. صغار جدا..!!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )